أوضاع متدهورة.. الأمم المتحدة تحذر من تفاقم مأساة الأطفال في غزة
أوضاع متدهورة.. الأمم المتحدة تحذر من تفاقم مأساة الأطفال في غزة
حذر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ريكاردو بيريس، من التدهور الخطر للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مؤكداً أن الوضع الحالي "مروّع للغاية"، وأن الأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً من تداعيات الحصار ونقص المساعدات.
وأوضح بيريس في تصريحاته، اليوم الأربعاء، أن القطاع يعاني من غياب شبه تام لمواد الإغاثة الأساسية المنقذة للحياة، في ظل استمرار القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية والطبية، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز".
وأضاف أن عدداً كبيراً من الأطفال في غزة يحتاجون إلى علاج فوري وشامل من سوء التغذية الحاد، للبقاء على قيد الحياة، محذراً من أن المجاعة تقترب من التحول إلى واقع يومي يهدد آلاف الأطفال.
تدهور الرعاية الصحية
أشار المتحدث الأممي إلى أن العديد من المعدات الطبية الحيوية، مثل الحاضنات وأجهزة الرعاية الحرجة، يُمنع دخولها إلى القطاع، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الصحية ويعرض حياة المواليد والمرضى للخطر.
وأكد أن الوضع داخل المستشفيات "كارثي بكل المقاييس"، حيث يعمل الأطباء والممرضون في ظروف غير إنسانية، مع نقص حاد في الأدوية، والمحاليل الوريدية، ووسائل التغذية العلاجية الخاصة بالأطفال.
ولفت المتحدث الأممي، إلى أن بعض أقسام المستشفيات تحولت إلى أماكن لإيواء النازحين، ما أدى إلى انهيار شبه تام في منظومة الرعاية الصحية.
ارتفاع وفيات الأطفال
دعت اليونيسف إلى السماح بتدفق كامل وغير مشروط للمساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع، مؤكدة أن استمرار القيود الحالية سيؤدي إلى ارتفاع كبير في معدلات وفيات الأطفال، ليس فقط بسبب القصف، بل نتيجة سوء التغذية الحاد والأمراض المنتشرة نتيجة تلوث المياه ونقص النظافة العامة.
وشدد بيريس على أن "كل يوم يمر من دون إدخال المساعدات يعني مزيداً من الأطفال الذين يفقدون حياتهم"، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية تجاه سكان غزة، ولا سيما الفئات الأكثر هشاشة.
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن عدد ضحايا العدوان على غزة تجاوز 67 ألف قتيل، بينهم آلاف النساء والأطفال، في حين تجاوز عدد الجرحى 170 ألفاً منذ بداية العمليات العسكرية.
وأكدت منظمات إغاثية دولية أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى بكثير، بسبب صعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة في شمال القطاع وتأخر تسجيل الضحايا نتيجة انقطاع الاتصالات وانهيار المؤسسات المدنية.
نداء عاجل للإنقاذ
اختتم بيريس حديثه بالتأكيد على أن "الأطفال في غزة لا يحتاجون إلى بيانات تضامن، بل إلى أفعال فورية"، داعياً إلى وقف القيود على المساعدات، وضمان وصول الإمدادات الغذائية والطبية والوقود إلى المستشفيات ومراكز التغذية.
وقال: "إذا لم يُفتح الطريق أمام المساعدات الآن، فإننا سنشهد قريباً جيلاً كاملاً من الأطفال الذين لن يتمكنوا من النجاة من تبعات الحرب والجوع والمرض".











