طالبت بتحقيق دولي.. مسؤولة أممية تتهم إسرائيل بارتكاب أفعال إبادة جماعية في غزة

طالبت بتحقيق دولي.. مسؤولة أممية تتهم إسرائيل بارتكاب أفعال إبادة جماعية في غزة
آثار الدمار في غزة- أرشيف

كشف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي دخل حيّز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الجاري، عن مشهد مروّع من الدمار والمعاناة، فمع صمت المدافع لم يعد ممكنًا إخفاء حجم الكارثة الإنسانية التي خلّفها القصف الإسرائيلي المتواصل على مدى شهور، إذ باتت الأحياء المدمَّرة شاهدة على مأساة غير مسبوقة في تاريخ الصراع. 

ورغم توقف القتال، أكّد خبراء الأمم المتحدة أنّ إعادة الإعمار والمحاسبة باتتا ضرورة عاجلة، لا مجرد مسألة سياسية مؤجلة، بحسب ما ذكرت وكالة "معا" الفلسطينية، الأربعاء.

وخلال مداخلتها أمام اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في نيويورك، قدّمت رئيسة لجنة التحقيق المستقلة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، نافي بيلاي، تقريرًا شديد اللهجة، أكدت فيه أنّ "قطاع غزة مدمّر بالكامل وأصبح شبه غير صالح للسكن، بعد أن فُقدت عشرات الآلاف من الأرواح وأُبيدت عائلات بأكملها".

وشدّدت بيلاي على أنّ "تصرفات السلطات الإسرائيلية خلال العامين الماضيين تشير إلى هدفٍ واحدٍ مروّع: التدمير المنهجي للحياة الفلسطينية". 

وأوضحت أنّ اللجنة أصدرت مؤخرًا تحليلًا قانونيًا خَلُص إلى أنّ إسرائيل "مسؤولة عن ارتكاب أربعة أعمال إبادة جماعية في غزة"، في إطار نية واضحة لتدمير الفلسطينيين كجماعة بشرية، كما ذكرت أن الرئيس الإسرائيلي ورئيس الوزراء ووزير الدفاع السابق حرّضوا علنًا على ارتكاب هذه الجرائم، ما يستدعي تحقيقًا جنائيًا دوليًا فوريًا.

استمرار الأهداف الإسرائيلية

ولفتت بيلاي إلى أنّ وقف إطلاق النار لا يلغي الأهداف الإسرائيلية الإقليمية في غزة، بل يؤجّل تنفيذها، مشيرة إلى أنّ التغييرات الجغرافية والديموغرافية التي فرضتها إسرائيل على الأرض لا تزال قائمة، وأن التصريحات الرسمية الأخيرة للمسؤولين الإسرائيليين تؤكد تمسّكهم بتلك الأهداف. 

وقالت إن هذا الخطاب "يعكس قلقًا عميقًا من استمرار عقلية الحرب رغم الهدوء النسبي".

وانتقدت المسؤولة الأممية ما سمّته "تغييرًا متعمّدًا للمشهد الجغرافي" في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، حيث نفّذت القوات الإسرائيلية عمليات تدمير للبنية التحتية المدنية وتهجيرًا قسريًا للسكان الفلسطينيين. 

وأشارت إلى أن الإبادة الجماعية تُعدّ من أبشع الجرائم الدولية، لأنها "تمحو هوية جماعة بشرية وتورّث الألم للأجيال القادمة"، مضيفة أن "الندوب التي تخلفها هذه الجرائم لا تُمحى من الذاكرة الإنسانية".

مطالبات بتحقيق العدالة 

ودعت بيلاي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى استخدام جميع الوسائل الدبلوماسية والقانونية لضمان استمرار وقف الأعمال العدائية، ودعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة. 

وشددت على ضرورة ضمان المساءلة عبر المحكمة الجنائية الدولية، ودعت الدول إلى تفعيل الولاية القضائية العالمية للتحقيق في الجرائم التي قد يكون ارتكبها مواطنوها أو حلفاؤها في غزة.

وفي تطور مأساوي جديد، أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة، اليوم، عن مقتل أكثر من 100 شخص بينهم أطفال ونساء، وإصابة نحو 200 آخرين في غارات إسرائيلية جديدة استهدفت مناطق مختلفة من القطاع، في خرقٍ واضحٍ لاتفاق وقف إطلاق النار.

وأكدت فرق الإنقاذ أن الهجمات الأخيرة أعادت مشاهد الرعب إلى شوارع غزة التي لم تلتقط أنفاسها بعد، في وقتٍ لا تزال فيه مئات العائلات تبحث عن ناجين تحت الأنقاض، بينما تتزايد الدعوات الدولية لفرض رقابة أممية فعّالة على تطبيق الهدنة ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات المستمرة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية