بريطانيا تدعو لتسريع إدخال المساعدات إلى غزة وتحذر من كارثة إنسانية
بريطانيا تدعو لتسريع إدخال المساعدات إلى غزة وتحذر من كارثة إنسانية
تفاقمت التحذيرات الدولية بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة، حيث أكدت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، أن سكان القطاع "لا يمكنهم الانتظار أكثر للحصول على المساعدات"، مشددةً على أن الوقت ينفد، وأن "كل ساعة تأخير تعني مزيدًا من المعاناة للأطفال والأمهات والعائلات التي تكافح للبقاء على قيد الحياة".
وقالت كوبر في بيان رسمي، اليوم الاثنين، إن "المساعدات البريطانية الضرورية، ومنها المواد الغذائية والإمدادات الخاصة بالمأوى، جاهزة في المستودعات وتنتظر فقط السماح بدخولها إلى غزة"، مؤكدة أن الدعم الإنساني لم يعد خيارًا بل أصبح "ضرورة عاجلة لإنقاذ الأرواح".
وأضافت الوزيرة أن على المجتمع الدولي التحرك الفوري لزيادة عدد المعابر المفتوحة إلى غزة، ورفع القيود المفروضة على دخول المساعدات، مشيرةً إلى أن "أهالي غزة لا يمكنهم الانتظار، والاحتياجات الإنسانية هناك بلغت مستويات غير مسبوقة".
أزمة إنسانية متصاعدة
وشددت كوبر على أن المساعدات لا تقتصر على الغذاء فحسب، بل تشمل أيضًا لوازم المأوى والرعاية الطبية العاجلة، خاصة للنساء الحوامل والأطفال الذين يواجهون ظروفًا معيشية قاسية نتيجة نقص المياه الصالحة للشرب، وتوقف الخدمات الصحية الأساسية في معظم المستشفيات.
وأكدت أنه "ليس أمامنا وقت نضيعه"، داعيةً إلى تحرك عاجل من جميع الأطراف الدولية لإحراز تقدم ملموس نحو إحلال سلام دائم، مشيرة إلى أن المساعدات الإنسانية تمثل خطوة أولى في مسار إعادة بناء الثقة وتهيئة الظروف لمفاوضات سياسية حقيقية.
وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن الوزيرة ستتوجه اليوم إلى الأردن في زيارة رسمية تهدف إلى الدعوة لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية الموجهة إلى غزة، معتبرة أن الأردن "يلعب دورًا محوريًا في تنسيق إيصال الإغاثة إلى القطاع المحاصر".
وخلال الزيارة، ستتفقد كوبر مستودعات المساعدات البريطانية الجاهزة للدخول إلى غزة، وستلتقي بمسؤولين أردنيين لمناقشة آليات تسريع تدفق الإمدادات الإنسانية وضمان استمرارها دون انقطاع.
دعم رعاية الأمهات
وستعلن كوبر، عن تخصيص 6 ملايين جنيه إسترليني لدعم رعاية الأمهات الحوامل في مناطق النزاع، ومنها غزة، إلى جانب مليون جنيه إسترليني لتدريب قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية "لبناء قدراتها وتمكينها من حفظ الأمن في إطار جهود دعم الدولة الفلسطينية المستقبلية".
وأكد البيان الختامي للخارجية البريطانية أن لندن تعمل على "تكثيف جهودها الإنسانية في أنحاء الشرق الأوسط"، معتبرة أن الأزمة في غزة تمثل اختبارًا حقيقيًا لالتزام المجتمع الدولي بمبادئ الإنسانية والعدالة.
وأشار البيان إلى أن المملكة المتحدة تعد الأردن مركزًا أساسيًا لعمليات الإغاثة الإقليمية، وتسعى من خلال تعاونها مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى ضمان وصول المساعدات إلى جميع المتضررين دون تمييز.
رسالة إنسانية لغزة
وتأتي تصريحات كوبر في وقت يواجه فيه أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة أوضاعًا إنسانية متدهورة، وسط دمار هائل في البنية التحتية ونقص حاد في الغذاء والماء والدواء.
ويُنظر إلى التحرك البريطاني الجديد على أنه محاولة لتخفيف حدة الكارثة وإرسال رسالة للمجتمع الدولي بأن الوقت لم يعد يسمح بالمماطلة أو الخلافات السياسية، إذ إن "كل دقيقة تأخير قد تكلّف إنساناً حياته".










