اعتقال شبكة تهريب لنقل المهاجرين من سبتة إلى البر الإسباني
اعتقال شبكة تهريب لنقل المهاجرين من سبتة إلى البر الإسباني
أعلنت السلطات الإسبانية تفكيك شبكةٍ منظمةٍ تعمل على تهريب المهاجرين غير النظاميين من جيب سبتة إلى البر الإسباني عبر قوارب ترفيهية وسياحية، في تطور لافت في أساليب الهجرة غير الشرعية عبر مضيق جبل طارق.
وأكد الحرس المدني الإسباني الأسبوع الماضي أنه اعتقل 11 شخصاً خلال عمليات متزامنة في كل من سبتة وألخِثيراس (ألجيراس) وكورين، في حين يخضع شخصان آخران للتحقيق، مشيراً إلى أن جميع المعتقلين يُشتبه في انتمائهم إلى منظمة إجرامية متخصصة في تسهيل الهجرة غير الشرعية، بحسب ما ذكر موقع "مهاجر نيوز"، اليوم الثلاثاء.
وخلال المداهمات، تمكنت قوات الأمن من اعتراض تسعة مهاجرين غير نظاميين كانوا يستعدون للعبور نحو السواحل الجنوبية لإسبانيا بطريقة غير قانونية.
أسلوب تهريب جديد
أوضحت وسائل إعلام محلية أن معظم المتهمين يحملون الجنسية المغربية، وأن الشبكة اعتمدت طريقة متطورة وغير تقليدية لتهريب المهاجرين، تقوم على استعمال قوارب ترفيهية وسياحية بدلاً من القوارب المطاطية التقليدية التي ترصدها السلطات بسهولة.
وتبدأ العملية –بحسب التحقيقات– من المغرب، حيث كان أعضاء الشبكة يتواصلون مع المهاجرين الراغبين في الوصول إلى أوروبا. ثم يجري نقلهم إلى جيب سبتة بطرق مختلفة، ليُخفوا لاحقاً في أماكن آمنة داخل الجيب بانتظار مرحلة العبور إلى البر الرئيسي الإسباني.
وتُستخدم في هذه المرحلة قوارب ترفيهية مجهزة بمحركات سريعة للعبور عبر مضيق جبل طارق، مما يتيح للمهربين التحايل على أنظمة المراقبة البحرية والتسلل إلى موانئ صغيرة أو خلجان يصعب على الدوريات اكتشافها.
وبعد وصول القوارب إلى البر الإسباني، يتولى أعضاء آخرون من الشبكة استقبال المهاجرين ونقلهم إلى مناطق مختلفة داخل إقليم الأندلس، حيث يُؤمَّن لهم السكن والعمل مؤقتاً إلى حين انتقالهم نحو مدن إسبانية أو أوروبية أخرى.
عمليات اعتقال منسقة
ونفّذت الشرطة الإسبانية خمس عمليات اعتقال في سبتة، وأربعاً في مدينة ألخِثيراس، واثنتين في كورين، في إطار حملة منسقة استهدفت أبرز أعضاء الشبكة، في حين يجري التحقيق مع مشتبهين اثنين إضافيين في سبتة وألخِثيراس.
وأشارت تقارير أمنية إلى أن هذه الشبكة قد تكون مرتبطة بحوادث غرق مأساوية شهدتها طرق الهجرة نحو إسبانيا خلال الأشهر الماضية، بسبب تكديس المهاجرين في قوارب غير مجهزة أو الانطلاق في ظروف جوية خطرة.
ويرى خبراء أمنيون أن لجوء المهربين إلى استخدام القوارب الترفيهية يمثل تحولاً نوعياً في تكتيكات شبكات التهريب، إذ تتيح هذه القوارب سرعة عليا، وقدرة على المناورة، وإمكانية الرسو في موانئ خاصة أو مناطق سياحية دون إثارة الشبهات.
كما أن المهربين غالباً ما يغيرون هويات القوارب أو يسجلونها بأسماء شركات سياحية وهمية لتضليل السلطات.
تهريب البشر مصدر ربح
يقول ضابط في وحدة مكافحة الهجرة غير الشرعية بالحرس المدني الإسباني -وفقاً لوسائل إعلام محلية- إن هذا النوع من العمليات “يُظهر مدى احترافية الشبكات الإجرامية التي تتعامل مع تهريب البشر بوصفه مصدر ربح منظماً عابر للحدود”.
وتكثف كل من إسبانيا والمغرب جهودهما في الأشهر الأخيرة لمواجهة تزايد موجات الهجرة غير النظامية نحو جيبي سبتة ومليلية، اللذين يمثلان الحدود البرية الوحيدة بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا.
وفي منتصف أكتوبر الماضي، اعتقلت السلطات المغربية شاباً قاصراً بتهمة التحريض على “هجوم جماعي” لعبور الحدود نحو سبتة، كان مقرراً في 15 أكتوبر، فيما منعت الشرطة المغربية أكثر من 550 مهاجراً من الاقتراب من الجيب خلال يومي 11 و12 من الشهر ذاته.
أزمة إنسانية متواصلة
يُذكر أن طرق الهجرة نحو إسبانيا –سواء عبر مضيق جبل طارق أو جزر الكناري– تشهد سنوياً آلاف المحاولات لعبور البحر من قبل مهاجرين قادمين من شمال وغرب إفريقيا.
وغالباً ما تتحول هذه الرحلات إلى مآسٍ إنسانية، إذ يلقى المئات حتفهم غرقاً سنوياً، بحسب تقارير المنظمة الدولية للهجرة، التي تشير إلى أن البحر المتوسط لا يزال أحد أخطر طرق الهجرة في العالم.










