مأساة جديدة في المتوسط.. فقدان 42 مهاجراً قبالة السواحل الليبية

مأساة جديدة في المتوسط.. فقدان 42 مهاجراً قبالة السواحل الليبية
قارب هجرة غير شرعية - أرشيف

أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن ما لا يقل عن 42 مهاجرًا اعتُبروا في عداد المفقودين ويُعتقد أنهم لقوا حتفهم بعد انقلاب قارب مطاطي كان يقلّهم قبالة سواحل ليبيا، في واحدة من أكثر الحوادث المأساوية التي شهدها البحر المتوسط هذا العام.

أكدت المنظمة، في بيان، الأربعاء، أن السلطات الليبية تمكنت من إنقاذ سبعة ناجين ظلوا عالقين في البحر لمدة ستة أيام بعد غرق القارب الذي كان يقلّ 49 شخصًا بالقرب من حقل البوري النفطي. 

ووفقًا لبيان المنظمة، فإن المهاجرين ينحدرون من السودان ونيجيريا والكاميرون والصومال، وجميعهم كانوا يسعون لعبور البحر باتجاه أوروبا هربًا من الفقر والنزاعات المسلحة.

معبر الخطر إلى أوروبا

تحولت ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 إلى محطة رئيسية لتهريب البشر نحو السواحل الأوروبية، حيث تستغل شبكات التهريب هشاشة الوضع الأمني في البلاد. 

وتعدّ طريق وسط المتوسط من أخطر طرق الهجرة في العالم، إذ يسلكها عشرات الآلاف سنويًا رغم المخاطر القاتلة.

وأشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى أن عدد المهاجرين الذين غرقوا في البحر المتوسط تجاوز الألف منذ بداية عام 2025، في حين تُظهر بياناتها أن 2452 شخصًا لقوا حتفهم العام الماضي في ظروف مشابهة. 

وأضافت المنظمة في بيانها: "هذا الحادث المأساوي الذي يأتي بعد أسابيع فقط من حوادث مميتة أخرى قبالة صرمان ولامبيدوزا، يعكس المخاطر المستمرة التي يواجهها المهاجرون واللاجئون على طول طريق وسط البحر المتوسط".

تصاعد النداءات الدولية

تزامن الإعلان عن هذه المأساة مع دعوات دولية متزايدة لإغلاق مراكز الاحتجاز الليبية التي تؤكد منظمات حقوقية أنها تشهد انتهاكات جسيمة بحق المهاجرين، من تعذيب وسوء معاملة وأحيانًا عمليات قتل.

وخلال اجتماع للأمم المتحدة في جنيف أمس الثلاثاء، طالبت كل من بريطانيا وإسبانيا والنرويج وسيراليون السلطات الليبية باتخاذ إجراءات فورية لإنهاء معاناة المهاجرين، معتبرةً أن استمرار هذه المراكز "وصمة عار في جبين الإنسانية".

وشهدت الأسابيع الأخيرة سلسلة من الكوارث المماثلة، إذ تم انتشال 61 جثة لمهاجرين منتصف أكتوبر الماضي على الساحل الغربي لطرابلس، كما أفادت المنظمة في سبتمبر بأن 50 شخصًا لقوا حتفهم في حريق شبّ بسفينة تقل لاجئين سودانيين.

وتعكس هذه الحوادث المتكررة استمرار فشل المجتمع الدولي في إيجاد حلول إنسانية وسياسية لأزمة الهجرة غير النظامية في المتوسط، والتي لا تزال تحصد أرواح الأبرياء الباحثين عن الأمان والكرامة على شواطئ أوروبا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية