بعد معاناة في ليبيا وتونس.. كردستان تستقبل مئات المهاجرين العائدين من طريق الموت
بعد معاناة في ليبيا وتونس.. كردستان تستقبل مئات المهاجرين العائدين من طريق الموت
أعلنت جمعية اللاجئين العائدين من أوروبا في إقليم كردستان عن إعادة أكثر من 300 مهاجر من أبناء الإقليم خلال العام الحالي، بعد احتجازهم في عدد من الدول العربية بشمال إفريقيا.
وقال رئيس الجمعية بكر علي، في مؤتمر صحفي، إن دائرة العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم تابعت ملفات المحتجزين منذ مطلع العام، وتمكنت من تأمين الإفراج عن 319 شخصاً كانوا محتجزين في ليبيا وتونس، وإعادتهم إلى مدنهم، وأشار إلى أن نحو 50 مهاجراً لا يزالون قيد الاحتجاز، وأن الجهود متواصلة لإطلاق سراحهم وإعادتهم قريباً وفق شبكة الراصد العراقي.
من الفقر إلى المجهول
وتعكس هذه العودة الموجعة ظاهرة متفاقمة للهجرة غير الشرعية التي باتت تمثل مخرجاً يائساً لكثير من الشباب في كردستان والعراق، الذين يغامرون بحياتهم هرباً من الفقر والبطالة وانسداد الأفق الاقتصادي والسياسي، ويفيد شهود عيان ومنظمات إنسانية بأن المهاجرين غالباً ما يتعرضون لظروف احتجاز قاسية وانتهاكات إنسانية أثناء رحلتهم عبر الصحراء أو السواحل الليبية والتونسية، فيما يفقد كثيرون حياتهم غرقاً أو جوعاً أو برداً في طريقهم إلى ما يعتقدون أنه برّ الأمان في أوروبا.
الهجرة غير النظامية
تزايدت في السنوات الأخيرة محاولات الهجرة غير النظامية من مناطق شمال العراق وكردستان عبر مسارات تهريب معقدة تمر عبر تركيا أو شمال إفريقيا باتجاه أوروبا، وتشير تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية إلى أن العراق يُعد من بين الدول الخمس الأكثر تصديراً للمهاجرين غير الشرعيين في الشرق الأوسط، إذ ترتبط الظاهرة بالأزمات الاقتصادية المزمنة، وتراجع فرص العمل، وضعف الخدمات الأساسية، ورغم جهود السلطات المحلية لإعادة المحتجزين وتوعية الشباب بمخاطر الهجرة غير الشرعية، فإن استمرار تدهور الأوضاع المعيشية يجعل حلم العبور إلى أوروبا باقياً في أذهان كثيرين من أبناء الجيل الجديد الباحثين عن مستقبل أفضل.










