أول قائدة أوركسترا في إيران.. فريوسفي رمز للتمكين الموسيقي للنساء والشابات
أول قائدة أوركسترا في إيران.. فريوسفي رمز للتمكين الموسيقي للنساء والشابات
شهدت العاصمة الإيرانية طهران حدثاً تاريخياً، الجمعة، إذ اعتلت بانيذ فريوسفي، أول امرأة إيرانية تقود أوركسترا سمفونية، خشبة مسرح قاعة وحدت، أمام نحو 50 عازفاً وعازفة من الذكور والإناث.
ويشكل هذا الحدث محطة إنسانية واجتماعية بارزة، إذ يعكس الجهود المتزايدة للنساء في إيران لتجاوز القيود القانونية والاجتماعية التي تحدّ من مشاركتهن في المجال الفني والثقافي، كما يلهم الشابات لمتابعة أحلامهن الموسيقية رغم العقبات، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم السبت.
وتعمل النساء في إيران ضمن إطار قانوني صارم، يشمل ارتداء الحجاب والالتزام بقوانين مخصصة للفصل بين الجنسين، ما يحدّ من مشاركتهن في الفعاليات الموسيقية، إلا أن هذا العرض الموسيقي شهد تساهلاً ملاحظاً بعد الاحتجاجات الواسعة التي أعقبت وفاة مهسا أميني في سبتمبر 2022، وتخفيف جزئي للقيود إثر الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل في يونيو 2025.
وخلال الحفل، حضر عدد من النساء من دون حجاب، ما يعكس تراجعاً نسبياً في القيود على حضور النساء للأحداث الثقافية، وإن كان التحول ما يزال محدوداً.
التمكين النفسي والاجتماعي
قالت فريوسفي بعد انتهاء الحفل: "عندما صعدت إلى المسرح، شعرت أنّ كل الأنظار تتجه إليّ، وأحسست بمسؤولية كبيرة.. قيادة فرقة موسيقية تتطلب جهداً ذهنياً لا يقل عن الجهد الجسدي".
وتضيف أن الهدف من ظهورها القيادي في الأوركسترا هو إلهام الشابات الإيرانيات لإدراك قدراتهن ومواجهة المخاطر لتحقيق أحلامهن، معتبرة أن الموسيقى تشكل "المدخل الوحيد نحو التحرر".
كما لوحظ في الجمهور شابات يقلدن حركاتها أثناء العزف، في مشهد رمزي يعكس التأثير النفسي الإيجابي للنساء القياديات في الأجيال الجديدة.
الفن حق إنساني
يشير هذا الحدث إلى عدة أبعاد حقوقية وإنسانية، ومنها حق النساء في التعبير الثقافي والفني، وهو جزء من حقوق الإنسان الأساسية، ويشمل حرية المشاركة في النشاطات الثقافية دون تمييز.
بالإضافة إلى التغلب على القيود القانونية والاجتماعية، حيث تظهر المبادرة قدرة النساء على تحدي الحواجز التقليدية التي تحد من مشاركتهن في الحياة العامة.
وكذلك التمكين النفسي والاجتماعي للشابات، إذ توفر مثل هذه المبادرات نموذجاً يحتذى به، ويعزز الثقة بالنفس ويشجع على الإبداع.
فتح الباب أمام التغيير
أشار الحاضرون إلى أن قيادات نسائية مثل فريوسفي تفتح الباب أمام التغيير الثقافي والاجتماعي في إيران.
فقال سعد شورابي، أحد الحضور: "طالما كانت النساء في إيران مقيّدات، ولم تُتح لهن الفرصة للتعبير الكامل عن مواهبهنّ، مع أنني مقتنع بأنهن يضاهين الرجال".
وأكدت فاريبا آقاي، إحدى الحاضرات، أهمية هذه اللحظة: "لا تتاح للإيرانيات فرص كافية لأداء الموسيقى، ويجب عليهنّ إدراك أنّهن قادرات على إنجاز أي شيء".
أمل للجيل الجديد
يمثل ظهور بانيذ فريوسفي أول امرأة تقود أوركسترا في طهران رمزاً للتمكين الثقافي والاجتماعي للنساء في إيران، ويعكس قدرة الفن على كسر القيود المجتمعية وإلهام الأجيال القادمة.
هذه الخطوة لا تؤكد فقط قدرة المرأة على التميز في المجال الفني، بل تضع أيضاً نموذجاً يحتذى به في التمكين النفسي والاجتماعي وحقوق التعبير الثقافي، لتصبح الموسيقى جسرًا نحو مزيد من الحريات والفرص للنساء والشابات في المجتمع الإيراني.











