انتفاضة ضد العنف.. مسيرة رجالية في سوريا لدعم وحماية النساء

نظّم مؤتمر ستار في مدينة الشدادي التابعة للحسكة بسوريا، مسيرة جماعية غير مسبوقة للرجال، في خطوة لافتة تسعى إلى إعادة تعريف الدور الذكوري في المجتمع ضمن معركة مناهضة العنف ضد المرأة، بالتزامن مع اقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي.

وجاءت الفعالية كجزء من جهود تصاعدت خلال السنوات الأخيرة داخل مناطق شمال وشرق سوريا، حيث تشهد المنطقة تحولات اجتماعية عميقة تواجه فيها النساء تحديات مضاعفة نتيجة الحرب وتداعيات النزاعات، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء المرأة، اليوم الخميس.

شارك في المسيرة عدد كبير من أعضاء المؤسسات المدنية والإدارات المحلية، حاملين لافتات وشعارات تطالب بوقف العنف، وتدعو بشكل مباشر إلى احترام حقوق النساء وتحصينهن من الانتهاكات.

وتأتي هذه الخطوة، وفق ما أكده مؤتمر ستار، ضمن سلسلة فعاليات ممتدة يتم تنظيمها في مختلف مدن إقليم شمال وشرق سوريا، بهدف إشراك الرجال بصورة فعالة في التصدي للعنف، وتغيير القناعات التي تُحمّل المرأة وحدها مسؤولية الدفاع عن قضاياها.

رفض العنف ضد المرأة

ألقى عضو حزب الاتحاد الديمقراطي، القيادي السياسي محمد الخليف، كلمة خلال المسيرة، شدد فيها على أن العنف ضد المرأة لا يزال يشكل واحداً من أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات، مؤكداً أن هذا العنف يمثل حاجزاً حقيقياً أمام المساواة والتنمية والسلام.

وأوضح أن أي محاولة لتحقيق تنمية مستدامة ستظل ناقصة ما لم يقضِ المجتمع على جذور العنف المتوارثة التي تُمارس بحق النساء في البيوت، وفي العمل، وفي المجال العام.

وأشار الخليف في حديثه إلى أن مشاركة الرجال في الفعاليات المناهضة للعنف تعد خطوة مهمة نحو تفكيك أنماط التفكير التقليدية، مؤكداً أن حماية النساء هي حماية لسلام الأسرة واستقرار المجتمع، وأن تغييب دور الرجال في هذا الصراع الأخلاقي والاجتماعي يساهم في استمرار العنف.

دعوة مفتوحة للتغيير

اختتم الخليف كلمته بتوجيه دعوة صريحة لكل الرجال في شمال وشرق سوريا إلى الانخراط الجاد في مواجهة العنف ضد المرأة، سواء عبر حملات التوعية أو عبر المساهمة المباشرة في المبادرات المجتمعية.

وشدد على أن التغيير الحقيقي يبدأ من داخل الأسرة، وأن المجتمع لا يمكن أن ينهض إلا عندما تصبح المرأة مكرمة، آمنة، وشريكة كاملة في الحياة العامة.