وسط تصاعد الهجمات المسلحة.. خطف أكثر من 300 تلميذ ومعلم في نيجيريا

وسط تصاعد الهجمات المسلحة.. خطف أكثر من 300 تلميذ ومعلم في نيجيريا
قوات نيجيرية

شهدت نيجيريا يوم الجمعة واحدة من كبرى عمليات الاختطاف المدرسي في السنوات الأخيرة بعد اقتحام مسلحين لمدرسة سانت ماري الكاثوليكية في ولاية النيجر وخطف أكثر 300 تلميذ ومعلم، وأكدت رابطة مسيحيي نيجيريا أن العدد النهائي للضحايا بلغ 303 تلاميذ و12 معلماً عقب عملية تدقيق أجريت بعد الحادثة، وهو رقم يقارب نصف عدد طلاب المدرسة.

كانت الرابطة قد أعلنت في البداية أن عدد المخطوفين لا يتجاوز 227، قبل أن تكشف التدقيقات ارتفاع العدد بشكل كبير، وأوضحت أن بين التلاميذ المخطوفين ذكوراً وإناثاً، بعد أن أشارت معلومات أولية إلى أن الضحايا من الفتيات فقط، وفق فرانس برس.

تأتي حادثة سانت ماري بعد أيام قليلة على خطف 25 فتاة من مدرسة ثانوية في ولاية كيبي شمال غرب البلاد، في تذكير جديد بضعف الأمن في المناطق الريفية واتساع نفوذ العصابات المسلحة التي تستغل تراجع سلطة الدولة.

إغلاق المدارس

دفعت عمليات الخطف المتتالية السلطات إلى إغلاق المدارس في ولايتي كاتسينا وبلاتو إجراءً احترازياً، في حين أغلقت حكومة ولاية النيجر عدداً من المدارس وأعلنت بدء التحقيق في أسباب استمرار عمل مدرسة سانت ماري رغم صدور أوامر بإغلاق المدارس الداخلية في مناطق مهددة، وقالت الحكومة إن المدرسة استأنفت نشاطاتها الأكاديمية من دون الحصول على إذن رسمي، ما عرض التلاميذ والعاملين فيها للخطر.

ذكرت الكنيسة الكاثوليكية أن مهاجمين مسلحين اقتحموا المدرسة بين الواحدة والثالثة فجراً وخطفوا التلاميذ والمعلمين إلى جانب حارس الأمن الذي أُطلق عليه النار، وتمكن عدد من التلاميذ من الهرب بعد الفوضى التي صاحبت الهجوم، في حين بدأ الأهالي بالتوافد لاستعادة أطفالهم بعد إغلاق المدرسة.

تنتشر العصابات المسلحة منذ سنوات في ولايات شمال غرب ووسط نيجيريا حيث يقل حضور مؤسسات الدولة، وتملك هذه العصابات معسكرات في غابات واسعة تمتد عبر ولايات عدة، وتشن منها هجمات تستهدف القرى والمدارس؛ بحثاً عن فدى مالية، وتشير مصادر أممية إلى احتمال نقل التلاميذ المخطوفين إلى غابة بيرنين غواري في ولاية كادونا المجاورة، وهي منطقة تُستخدم عادة لإخفاء المختطفين.

أعلنت شرطة ولاية النيجر أن وحداتها تقوم بتمشيط الغابات بالتعاون مع الجيش للعثور على التلاميذ والمعلمين، ووضع الرئيس بولا تيوبو القوات الأمنية في حالة تأهب قصوى وأرسل وزير الدفاع الحاج بيلو ماتاوالي لقيادة عمليات البحث، مستنداً إلى خبرته السابقة في تحرير مئات الطلاب الذين خطفوا في ولاية زمفارا عام 2021.

تصاعد الهجمات على الكنائس

تزامنت عمليتا الخطف مع هجوم على كنيسة في غرب البلاد أسفر عن مقتل شخصين خلال مراسم صلاة كانت تُبث عبر الإنترنت، ويعتقد أن عشرات المصلين خُطفوا أيضاً في الهجوم نفسه، ما يعكس اتساع نطاق العنف داخل البلاد.

تواجه نيجيريا تحديات أمنية متشابكة، فالعصابات التي لا تحمل توجهاً أيديولوجياً باتت تتقاطع مصالحها في بعض المناطق مع الجماعات الجهادية الناشطة في الشمال الشرقي منذ ستة عشر عاماً، وأدت هجمات هذه الجماعات إلى مقتل أكثر من أربعين ألف شخص ونزوح ما يقارب مليوني شخص منذ عام 2019، ما يجعل أي تحالف بينها وبين العصابات الإجرامية سبباً إضافياً لقلق السلطات.

تعاني نيجيريا منذ أكثر من عقد من موجة عمليات الخطف الجماعي التي تستهدف المدارس، وهي ظاهرة تفاقمت مع توسع نشاط العصابات المسلحة وضعف القبضة الأمنية في المناطق الريفية، ومن أبرز هذه العمليات خطف مئات الفتيات من مدرسة شيبوك عام 2014 على يد جماعة بوكو حرام، وهي حادثة لا تزال تلقي بظلالها على المجتمع النيجيري.

 وتستغل العصابات غياب التنمية واتساع رقعة الفقر وغياب مؤسسات الدولة لفرض نفوذها القائم على الخطف مقابل الفدية، ورغم الجهود الحكومية لإصلاح المنظومة الأمنية وتعزيز قدرات الجيش والشرطة، لا تزال الهجمات تحدث بوتيرة متزايدة ما يؤكد الحاجة إلى استراتيجية شاملة تشمل الأمن والتنمية والتعليم لضمان حماية المدارس والأطفال في أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية