ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في فيتنام وعمليات إجلاء واسعة للسكان

تتواصل تداعيات الفيضانات الواسعة التي ضربت وسط فيتنام خلال الأسبوع الماضي، مع إعلان السلطات ارتفاع عدد الضحايا إلى 55 قتيلاً، في حين خلّفت السيول أضراراً كبيرة في البنية التحتية والممتلكات، وأدت إلى تدمير أو تضرر عشرات آلاف المنازل في عدة أقاليم.

وبحسب وكالة إدارة الكوارث في فيتنام، اليوم السبت، تجاوزت معدلات الهطول 1900 مليمتر في بعض المناطق خلال أيام قليلة، وهو مستوى غير مسبوق منذ أعوام، ما أدى إلى فيضانات جارفة وانهيارات أرضية وصعوبات كبيرة في عمليات الإنقاذ، وفق "فرانس برس".

وأضافت أن أكثر من 28 ألف منزل تضرر كلياً أو جزئياً، في حين غمرت المياه أكثر من 235 ألف منزل في المناطق الأكثر تضرراً، ما دفع السلطات إلى تنفيذ عمليات إجلاء واسعة للسكان.

حصيلة بشرية ثقيلة 

وسُجّل نحو 27 وفاة في إقليم داك لاك وحده، وهو الإقليم الأكثر تضرراً، وشهد إقليم خانه هوا 14 وفاة نتيجة ارتفاع منسوب المياه وقطع الطرق الرئيسية. كما لا تزال السلطات تبحث عن مفقودين في عدة نقاط بسبب تعذّر الوصول إلى بعض القرى المعزولة.

وأفادت التقارير بأن الفيضانات ألحقت أضراراً كبيرة بالقطاع الزراعي، إذ غُمر نحو 80 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، ما يهدد بخسائر إضافية في الأشهر المقبلة ويضغط على الأمن الغذائي المحلي، خاصة في المجتمعات الريفية المعتمدة على المحاصيل الموسمية.

وفي سياق متصل، أعلنت السلطات إغلاق المدارس في مقاطعة جيا لاي، حيث توقفت الدراسة يوم الأربعاء ما أثر في نحو 26 ألف طالب، مع تحذيرات من استمرار عدم استقرار الوضع الجوي.

خسائر اقتصادية ضخمة

وقدّرت الحكومة الفيتنامية حجم الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الفيضانات بنحو 8.98 تريليون دونغ (ما يعادل 341 مليون دولار أمريكي)، وتشمل هذه الخسائر تدمير منازل وطرقات وجسور ومحطات كهرباء، إضافة إلى الأضرار الزراعية والخدمية.

وتشهد فيتنام، مثل كثير من دول جنوب شرق آسيا، مواسم مطرية قاسية، إلا أن خبراء المناخ يؤكدون أن تغيّر المناخ يزيد من شدة الفيضانات وحدّتها في السنوات الأخيرة، ما يضع البلاد أمام تحديات متزايدة في مجال إدارة الكوارث وحماية المجتمعات المحلية.

وتواصل فرق الإنقاذ والسلطات المحلية العمل على إجلاء السكان المتضررين وتأمين المساعدات العاجلة، وسط تحذيرات من تجدد موجات الأمطار خلال الأيام المقبلة.