وسط قلق أممي.. نزوح نحو 300 ألف شخص جراء العنف في شمال موزمبيق
وسط قلق أممي.. نزوح نحو 300 ألف شخص جراء العنف في شمال موزمبيق
أعربت الأمم المتحدة، عبر مفوضيتها السامية لشؤون اللاجئين، عن قلق بالغ إزاء التزايد الحاد في أعداد المدنيين الفارين من موجات العنف المتصاعدة في شمال موزمبيق، مؤكدة أن الأشهر الأخيرة شهدت نزوح مئات الآلاف من السكان من منازلهم وقراهم، في واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية التي تشهدها البلاد منذ سنوات.
ولفتت المفوضية إلى أن تقديراتها الأولية تشير إلى نزوح نحو 300 ألف شخص منذ شهر يوليو الماضي، في ظل توسع رقعة الهجمات المسلحة واتساع دائرة الخطر لتشمل مناطق كانت تُعد سابقاً آمنة نسبيًا من أعمال العنف، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس" اليوم الأربعاء.
وحذّرت المنظمة الأممية من أن الأوضاع الميدانية تزداد هشاشة يومًا بعد آخر، حيث اضطرّت آلاف العائلات إلى الفرار دون أي ممتلكات أو موارد، تاركة خلفها منازلها وحقولها ومصدر رزقها الوحيد، بينما لجأ كثيرون إلى مناطق مكتظة تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم، في ظل نقص حاد في الغذاء والمياه والخدمات الصحية.
امتداد النزاع لمناطق جديدة
شهد إقليم كابو ديلغادو، الواقع في أقصى شمال البلاد، تصاعدًا ملحوظًا في أعمال التمرّد المسلح منذ عام 2017، وهو ما أدى إلى مقتل أكثر من 6200 شخص، بحسب تقارير مجموعة رصد النزاعات المسلحة (ACLED)، فيما امتدت أعمال العنف مؤخرًا إلى إقليم نامبولا المجاور، الذي كان يُنظر إليه على أنه ملاذ نسبي للنازحين الهاربين من مناطق الاشتباكات.
وأكد ممثل المفوضية في المنطقة، المسؤول الأممي كزافييه كرياش، أن ما يقرب من 100 ألف شخص فروا من ديارهم خلال الأسبوعين الماضيين فقط، في مؤشر خطير على التسارع غير المسبوق في وتيرة النزوح.
وبيّن كرياش أن ما لا يقل عن 287 ألف شخص جرى تسجيلهم كنازحين خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، موضحًا أن هذه الأرقام لا تعكس الواقع الكامل للأزمة، لأنّ أعدادًا كبيرة من المتضررين لم يتم تسجيلهم بعد، إما لصعوبة الوصول إليهم وإما لانعدام القدرة على رصد تحركاتهم في الظروف الأمنية الراهنة.
أزمة واستجابة محدودة
وصفت المفوضية الوضع الإنساني في شمال موزمبيق بأنه بالغ التعقيد، مع تزايد الاحتياجات الأساسية للنازحين في مجالات الغذاء، والمأوى، والرعاية الصحية، والدعم النفسي، مشيرة إلى أن الاستجابة الحالية لا تزال غير كافية إلى حد كبير مقارنة بحجم المأساة الإنسانية المتفاقمة.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن كرياش قوله إن استمرار الهجمات على القرى والتوسع السريع للنزاع مسألة تزيد من صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.
وطالبت الأمم المتحدة المجتمع الدولي بتقديم دعم عاجل وموارد إضافية لضمان استمرار عمليات الإغاثة، مؤكدة أن الجهات الإنسانية العاملة على الأرض لم تعد قادرة على مواصلة استجابتها دون تعزيز التمويل والإمدادات اللوجستية.
ويُشار إلى أن عدد النازحين في موزمبيق تجاوز منذ اندلاع النزاع قبل سبع سنوات حاجز 1.3 مليون شخص، ما يجعل هذه الأزمة واحدة من أكبر أزمات النزوح في القارة الإفريقية، وسط مخاوف حقيقية من تحوّلها إلى كارثة إنسانية ممتدة تهدد مستقبل أجيال بأكملها.











