النازحون في غزة يواجهون شتاءً قاسياً في ظل غياب الإيواء الآمن
النازحون في غزة يواجهون شتاءً قاسياً في ظل غياب الإيواء الآمن
مع بدء التحذيرات من دخول منخفض جوي، يعيش عشرات الآلاف من النازحين في غزة ظروفاً إنسانية صعبة، محاصرين بين أنقاض البيوت وحقول الطين في خيام مؤقتة نُصبت على عجل.
ويخشى هؤلاء النازحون أن تتسبب الأمطار والرياح في غرقهم مجدداً، إذ إن الخيام لا تراعي التغيرات المناخية ولا توفر الحماية الأساسية من الطقس القاسي، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، الخميس.
ويصف الأطفال صوت الرياح العاتية التي تكاد تقتلع الخيام، في حين تكافح الأمهات لسدّ الثقوب بأغطية مهترئة وقطع نايلون، محاولةً بائسة للحفاظ على أمان العائلة. وتزداد المخاوف مع كل منخفض جوي جديد؛ حيث لا تزال الخيام تشكل ملاذاً مؤقتاً لا يوفر الحد الأدنى من السلامة أو الراحة.
قصص النازحين
في مخيم إيواء عشوائي بمدينة غزة، يكافح الأربعيني سعيد ناجي لإصلاح ثقوب خيمته خلال النهار قبل حلول الظلام، في محاولة للنجاة من مياه الأمطار.
ويقول ناجي: "إن لم نفعل ذلك سنغرق بمياه الأمطار، لم يعد باستطاعتنا التحمل أكثر من ذلك، لقد غرقنا في المنخفض الماضي وبُللت فراشنا ومرض أطفالي".
ويشير إلى أن خيمته التي تؤوي 14 فرداً صارت ملاذهم الأخير بعدما دمر الاحتلال منزلهم في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، ويضيف: "في كل مرة يمر علينا منخفض جوي نلجأ إلى إصلاح الخيمة وتثبيتها، لكنها لم تعد صالحة حتى للاحتماء لدقائق قليلة".
وناشد الجهات الإنسانية: "لسنا بحاجة إلى خيام فقط، بل نحتاج كرفانات تحمي أطفالنا من البرد والأمطار".
ويعاني المواطن سامح عبدالناصر من نفس المأساة، حيث استمر في إصلاح سقف خيمته يومين متواصلين بعد منخفض سابق، مع اقتراب منخفض جوي جديد، وقال: «أعرف جيداً أنها لن تحمينا من الرياح والأمطار، لكن ليس لدينا بدائل أخرى».
وأضاف: "هذا العام الثالث الذي أعيش فيه وعائلتي تحت الخيام في موسم الأمطار، وغرقنا في كل مرة، وليس أمامنا أي خيارات أخرى".
وتابع عبدالناصر: "نريد إيواءً لحماية أطفالي الخمسة. بحثنا في الكثير من الأماكن بمدينة غزة لكننا لم نجد متسعاً، فالشوارع والمدارس والأبنية المدمرة كلها ممتلئة بالنازحين".
غياب خطط الإيواء
يشير الواقع إلى غياب خطة وطنية للإيواء الآمن، وهو ما يجعل الشتاء في غزة كابوساً حقيقياً للنازحين، وقد حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الكارثة الإنسانية إذا لم يتم توفير مأوى آمن يحفظ كرامة السكان ويقيهم الأخطار الناتجة عن الأمطار الغزيرة والرياح القوية.
وتبرز الحاجة الملحة لتدخل عاجل من الجهات الدولية والمحلية لتأمين خيام مقاومة للطقس أو توفير وحدات سكنية بديلة، إضافة إلى دعم الخدمات الإنسانية والإغاثية لضمان استمرار حياة النازحين بأمان، قبل أن يتحول الشتاء إلى قاتل صامت جديد يضيف معاناة إضافية لسكان غزة.











