الأمطار تكشف كارثة إنسانية وتفاقم معاناة آلاف الأسر في غزة

الأمطار تكشف كارثة إنسانية وتفاقم معاناة آلاف الأسر في غزة
أمطار غزيرة في غزة - أرشيف

أكدت الأمم المتحدة، الثلاثاء، أن ما يقارب 17 ألف عائلة في قطاع غزة تأثرت بشكل مباشر بالمنخفض الجوي والأمطار الغزيرة التي ضربت القطاع خلال الأيام الثلاثة الماضية، الأمر الذي كشف هشاشة البنية التحتية المدمرة بفعل الحرب، وألقى بظلال قاتمة على الوضع الإنساني المتدهور أصلاً. 

وأوضحت المنظمة الدولية، بحسب ما نقلته قناة الأقصى، أن الأطفال في غزة ينامون تحت المطر دون ملابس مناسبة، في حين يعاني معظمهم من سوء التغذية وضعف المناعة نتيجة نقص الغذاء والدواء وغياب الرعاية الصحية الأساسية.

وتبرز هذه المشاهد القاسية حجم المأساة التي يدفع ثمنها المدنيون، ولا سيما الأطفال الذين وجدوا أنفسهم بلا مأوى ولا حماية، وسط أجواء شتوية يصعب تحملها في ظل المخيمات المتهالكة التي أُقيمت على عجل بعد تهجير مئات الآلاف من منازلهم.

فتح ممرات إنسانية

طالبت الأمم المتحدة إسرائيل بالسماح الفوري بإدخال المعدات الضرورية لإصلاح خطوط المياه المتضررة كلياً داخل القطاع، محذرة من أن استمرار تدهور منظومة المياه قد يقود إلى كوارث صحية واسعة النطاق. 

وشددت المنظمة على الحاجة الملحّة لفتح مزيد من الممرات الإنسانية لإدخال المساعدات، خاصة مع تعطل الإمدادات الحيوية مثل المياه النظيفة والوقود والمواد الطبية.

وتعكس هذه الدعوات حجم العجز الذي يعانيه السكان في تلبية احتياجاتهم الأساسية، إذ أصبحت المياه الصالحة للشرب نادرة، في حين تتكدس النفايات في محيط المخيمات، مهددة بانتشار الأوبئة، وتفشل المؤسسات المحلية في الاستجابة للضغط المتزايد على الخدمات العامة المحدودة أصلاً.

زيادة حجم الكارثة

كشف الدفاع المدني في غزة عن أن الأمطار الأخيرة أظهرت مستوى الدمار الهائل الذي خلّفته العمليات العسكرية الإسرائيلية. 

وأوضح أن آلاف المنازل والخيام تعرضت لأضرار جسيمة، في حين غمرت المياه الممتلكات الخاصة، متسببة في مشاكل صحية واسعة أبرزها الالتهابات وأمراض الجهاز التنفسي لدى الأطفال وكبار السن.

وأشار الدفاع المدني إلى أنه لم يعد يمتلك القدرة التشغيلية الكاملة للتعامل مع المياه التي غمرت الشوارع والمخيمات، نتيجة تدمير شبكات الصرف الصحي والبنية التحتية الأساسية، ما جعل عمليات التصريف شبه مستحيلة. 

وأكد أن انهيار هذه المنظومات جعل السكان عرضة لمخاطر إضافية، أبرزها انتشار الحشرات، تلوّث المياه، وتزايد حالات الأمراض المعدية.

نداء أخير لإنقاذ المدنيين

تؤكد المنظمات الدولية والإنسانية أن الأزمة في غزة تجاوزت حدود التحمل، وأن المنخفض الجوي لم يخلق المأساة، بل كشف حجمها الحقيقي، إذ أصبح ملايين السكان محرومين من أبسط مقومات الحياة. 

وتتشابه التحذيرات الدولية في مضمونها، إنقاذ المدنيين يتطلب تدفقاً فورياً وغير مشروط للمساعدات، وإصلاح البنية التحتية العاجلة، وحماية العائلات من موجات البرد التي تضرب القطاع في وقت يعيش فيه الآلاف دون سقف يحميهم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية