الأمطار تُسقط المباني.. تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة رغم وقف إطلاق النار
الأمطار تُسقط المباني.. تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة رغم وقف إطلاق النار
تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدها قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة في انهيار عشرات المباني والمنازل المتضررة جزئياً من الحرب، ما أدى إلى سقوط ضحايا جدد في صفوف المدنيين، في مشهد يعكس هشاشة الواقع العمراني والإنساني في القطاع.
أفادت مصادر محلية بانهيار ما لا يقل عن 20 مبنى ومنزلاً خلال عشرة أيام فقط، ما أسفر عن وفاة أكثر من 15 فلسطينياً، وسط عجز كبير في إمكانات الإنقاذ وتفاقم المخاطر التي تهدد آلاف الأسر.
انهارت، أمس الأحد، بناية سكنية جديدة في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد خمسة فلسطينيين من عائلة واحدة، هم رجل وزوجته وابنتاه وحفيدته، التي كانت قد فقدت والدها وإخوتها في قصف إسرائيلي سابق خلال الحرب، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
تمكنت طواقم الدفاع المدني من إنقاذ ثلاثة أفراد آخرين من تحت أنقاض المبنى المتضرر جزئياً، والذي كان يتكون من عدة طوابق، في عملية إنقاذ وُصفت بالصعبة بسبب ضعف المعدات وغياب الآليات الثقيلة.
تصدعات وانهيارات متكررة
سجلت مناطق مدينة غزة خلال الأيام العشرة الماضية انهيارات متكررة، حيث انهار في حي الشيخ رضوان وحده ما لا يقل عن ست بنايات، إلى جانب منازل وبنايات أخرى في أحياء النصر، مخيم الشاطئ، وتل الهوى، خصوصاً في المناطق الغربية والشمالية للمدينة.
رجّح مختصون أن تكون عمليات النسف التي تنفذها القوات الإسرائيلية باستخدام عربات مفخخة من بين الأسباب الرئيسية لتزايد التصدعات، إذ تُحدث تفجيراتها هزات عنيفة تمتد آثارها إلى كيلومترات عدة، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الماضي.
وحذّر جهاز الدفاع المدني في غزة من أن أكثر من 90 بناية سكنية باتت مهددة بالانهيار نتيجة تعرضها لأضرار جزئية، مشيراً إلى أن آلاف المواطنين لا يزالون يقطنون تلك المباني لعدم توفر بدائل سكنية.
وأجرت طواقم مختصة جولات تفقدية طالبت خلالها السكان بإخلاء بعض المباني فوراً، ونبهت قاطني أخرى إلى أنها قد تنهار في أي لحظة، في وقت يعاني فيه الجهاز نقصاً حاداً في الإمكانات والمعدات اللازمة لعمليات الإنقاذ.
خروقات مستمرة
تزامنت هذه التطورات مع استمرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث قتلت طائرة مسيرة ثلاثة فلسطينيين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة اليوم ذاته، وأصابت آخرين في الشجاعية وجباليا البلد.
وأشارت مصادر رسمية إلى مقتل أكثر من 400 فلسطيني منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، نتيجة الاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة.
وكشفت وزارة الصحة في غزة عن استنزاف خطر وغير مسبوق في المنظومة الصحية بعد عامين من الحرب والحصار، موضحة أن العجز في الأدوية والمستلزمات الطبية بلغ مستويات مقلقة.
أعلنت الوزارة أن 52 في المائة من الأدوية الأساسية، و71 في المائة من المستهلكات الطبية، و59 في المائة من مواد الفحوصات المخبرية وبنوك الدم باتت غير متوفرة، محذّرة من حرمان مئات الآلاف من المرضى من خدمات الطوارئ والعمليات والعناية المركزة، في ظل عجز متزايد يهدد حياة المرضى، ولا سيما مرضى الأورام.










