مبادرة نسائية تحوّل المشاريع الصغيرة لأداة تمكين اجتماعي واقتصادي في سوريا

مبادرة نسائية تحوّل المشاريع الصغيرة لأداة تمكين اجتماعي واقتصادي في سوريا
مشاريع صغيرة في سوريا

انطلقت مجموعة “المشاريع الصغيرة” في مدينة قامشلو السورية، في ظل ظروف معيشية قاسية وفرص عمل محدودة بوصفها مبادرة مجتمعية تسعى إلى دعم النساء وتمكينهن اقتصادياً واجتماعياً، عبر خلق مساحة مشتركة تتيح لهن عرض منتجاتهن، وتبادل خبراتهن، والانفتاح على الأسواق المحلية.

وجسّدت هذه المبادرة محاولة عملية لمواجهة التحديات اليومية التي تعيشها النساء، ولا سيما العاملات من المنازل، من خلال منحهن فرصة حقيقية لتعزيز الاستقلالية المالية، والمشاركة الفاعلة في النشاط الاقتصادي، بعيداً عن أنماط التهميش التقليدية، بحسب ما ذكرت وكالة "أنباء المرأة"، اليوم الاثنين.

وأسهمت المجموعة في تحويل الأفكار الصغيرة إلى مشاريع ملموسة، حيث أصبحت النساء المشاركات جزءاً من مسار تغيير اجتماعي أوسع، يرسّخ حضورهن ودورهن في المجتمع.

عكست التجربة قوة المبادرات النسائية المحلية في تحويل الصعوبات إلى فرص للنمو والإبداع، وبناء نماذج إنتاج بسيطة لكنها مؤثرة، تفتح آفاقاً جديدة للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة.

إبداع ودعم إنساني

تحدثت عضوات المجموعة عن تجاربهن ومشاريعهن، موضحات أن المبادرة لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، بل تمتد إلى العمل الإنساني.

وقالت الطالبة الجامعية نادية بوزو، وهي إحدى المشاركات، إنها تعمل إلى جانب دراستها في كلية الحقوق مع جمعية السفراء، مؤكدة أن مجموعة المشاريع الصغيرة تأسست بمشاركة نحو 120 امرأة، وأن كثيرات أصبحن قادرات من خلالها على دعم أنفسهن وأسرهن.

أشارت بوزو إلى أن الحرف اليدوية تواجه تحديات كبيرة، أبرزها ضعف جودة المواد الأولية وارتفاع أسعارها، مقابل محدودية المبيعات، معتبرة أن توفير دعم مؤسساتي ومكان دائم لعرض المنتجات سيكون خطوة مفصلية لدعم النساء.

خلفية واستمرارية

أوضحت بوزو أن المجموعة تأسست عام 2022 وما زالت مستمرة حتى اليوم، لافتة إلى أن نشاطها يتجاوز الإنتاج إلى العمل الخيري، عبر دعم دار الرحمة، وزيارة الأطفال المصابين بالسرطان، والمشاركة في معارض لصالح أطفال التلاسيميا، إضافة إلى مساعدة الأيتام.

بيّنت أيضاً أن تقسيم العمل داخل المجموعة يتم وفق مهارات النساء، حيث يعمل بعضهن في صناعة الخرسانة أو الشوكولا، وأخريات في زراعة الفطر، وإنتاج الألبان والسيراميك، وخياطة الحقائب، وإعادة تدوير المواد.

وانتقلت المدرّسة السابقة سميرة شاويش من مجال التعليم إلى عالم الحرف اليدوية، مؤكدة أن شغفها بالسيراميك والفن رافقها منذ الطفولة.

أكدت شاويش أن الهدف الأساسي من المجموعة هو تمكين النساء، مشيرة إلى أن المنتجات تُعرض في معارض ومحلات، وأن المجموعة شاركت حتى الآن في ثمانية معارض، إلى جانب إطلاق مبادرات خيرية لدعم الأيتام ومرضى السرطان والتلاسيميا، وإرسال مساعدات إلى حلب.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية