دراسة أمريكية: الذكاء الاصطناعي محدود الإبداع ويولِّد صوراً "شعبوية"

كشف علماء رياضيات أمريكيون أن أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية تميل إلى إنتاج صور متكررة وعامة الطابع، مع حد أدنى من التنوع والإبداع، عندما تعمل دون إشراف بشري. 

وأشار الباحثون في مقال نُشر بمجلة Patterns، اليوم الخميس، إلى أن هذه الأنظمة بعيدة تمامًا عمّا يعتبره الإنسان إبداعًا فنّيًا.

وأوضح أريند هينتز، أستاذ جامعة دالارنا السويدية، أن التجربة أظهرت محدودية قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدية، قائلاً: "الصور التي أنتجها الذكاء الاصطناعي عامة ومتكررة و(شعبوية). لن يتمكن أي نظام حالي من أن يصبح بيكاسو ليبدع لوحة مثل (غيرنيكا)".

وقال هينتز إن هذه النتائج تعكس طبيعة عمل الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يعتمد على أنماط موجودة مسبقًا دون القدرة على ابتكار مفاهيم جديدة ذات عمق فني.

آلية التجربة العلمية

أفاد الباحثون بأنهم أعدّوا تجربة عبر ورشة عمل إبداعية باستخدام نظامين توليديين للذكاء الاصطناعي:

Stable Diffusion: نموذج شائع لتوليد الصور استنادًا إلى استفسارات المستخدم.

LLaVA: نموذج لغوي كبير قادر على إنشاء أوصاف نصية للصور.

وأضافوا أن الباحثين جمعوا 100 وصف مختلف للصور عبر الإنترنت باستخدام خوارزمية منفصلة، ثم أدخلوها إلى مولد الصور. 

وبعد ذلك، استخدموا نموذج LLaVA لإنشاء أوصاف نصية للصور الناتجة، وأعادوا إدخالها إلى Stable Diffusion لتوليد صور جديدة، مستمرين في دورة متعددة لتوليد الصور.

الابتعاد عن الإبداع

أوضح هينتز ما وصفه بـ"التجانس الثقافي للذكاء الاصطناعي"، مضيفًا: "توقعنا أن تستقر الصور بعد عدة دورات وتتماشى مع الاستفسارات الأصلية، لكن الصور بدأت تتغير بشكل دوري وتنتقل من موضوع إلى آخر خلال آلاف الدورات، لأسباب لم تتضح بعد".

وأشار الباحثون إلى أن هذه الظاهرة تكشف محدودية الذكاء الاصطناعي في توليد أعمال مبتكرة ذات أصالة فنية، ما يضع تحديًا أمام التطلعات لاستخدام هذه الأنظمة في المجالات الإبداعية والفنية المتقدمة.