النساء والأطفال في قلب الأزمة.. أفغانستان تئن بين الزلازل والشتاء والترحيل القسري

النساء والأطفال في قلب الأزمة.. أفغانستان تئن بين الزلازل والشتاء والترحيل القسري
أطفال في أفغانستان - أرشيف

شهدت أفغانستان خلال الآونة الأخيرة سلسلة زلازل مدمّرة خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى والمشرّدين، في وقت يقترب فيه فصل الشتاء القاسي، ما ضاعف من حجم الاحتياجات الإنسانية العاجلة.

وأبرزت الكارثة هشاشة الأوضاع المعيشية لملايين الأفغان، حيث يواجه المتضررون، ولا سيما النساء والأطفال، نقصاً حاداً في المأوى والملابس والغذاء والرعاية الصحية، وسط محدودية الاستجابة الإنسانية، بحسب ما ذكرت وكالة “أنباء المرأة”، اليوم الأحد.

وفاقمت درجات الحرارة المنخفضة المخاطر على الناجين، في ظل دمار واسع للمنازل وانعدام البدائل الآمنة للإيواء.

نساء وأطفال في قلب المعاناة

حذّرت منظمات حقوقية وإنسانية من أن النساء والأطفال، الذين عانوا سابقاً من الفقر والتمييز البنيوي والجندري، باتوا اليوم الفئة الأكثر تضرراً من الأزمة.

وأشارت التقارير إلى أن هؤلاء يواجهون مخاطر متزايدة من الأمراض المعدية وسوء التغذية الحاد، إلى جانب الصدمات النفسية الناتجة عن الخوف، وفقدان المأوى، والتشرد القسري.

ونبهت المنظمات إلى أن غياب التدخل السريع قد يعرّض حياة آلاف الأشخاص للخطر، ويحوّل الأزمة الحالية إلى كارثة إنسانية أوسع نطاقاً.

خسائر غير قابلة للتعويض

ضرب زلزال قوي شرق أفغانستان خلال العام الجاري، بلغت شدته نحو 6 درجات على مقياس ريختر، وأسفر عن مقتل أكثر من 2200 شخص وإصابة قرابة 3600 آخرين، إضافة إلى تدمير ما يقارب 7000 منزل بشكل كامل.

وتلاه زلزال آخر في شمال البلاد، أودى بحياة 27 شخصاً وأصاب أكثر من ألف شخص، ودمّر نحو 3000 منزل، ما عمّق حجم الدمار الإنساني والمادي.

وعكست هذه الأرقام مدى ضعف البنية التحتية، وعدم قدرة المجتمعات المحلية على التعافي دون دعم خارجي واسع.

قيود تعرقل جهود الإغاثة

أوضحت تقارير ميدانية أن القيود المفروضة على عمل الموظفات النساء في المجال الإنساني أدت إلى إبطاء عمليات الإغاثة.

وتسبّب ذلك في صعوبات كبيرة بوصول المساعدات إلى النساء المتضررات، خاصة في المناطق الريفية والنائية، ما فاقم معاناتهن وأطال أمد الأزمة.

وأكدت جهات إغاثية أن غياب الكوادر النسائية يحدّ من فعالية الاستجابة، في مجتمع يعتمد بشكل كبير على النساء للوصول إلى الأسر الأكثر ضعفاً.

ترحيل يضاعف الأزمة

زاد الوضع الإنساني تعقيداً مع قيام إيران، عقب الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل، بترحيل أعداد كبيرة من المهاجرين الأفغان وإعادتهم قسراً إلى بلادهم.

بيّنت تقارير أن الغالبية العظمى من المرحّلين هم من النساء والأطفال، الذين وجدوا أنفسهم بلا مأوى أو خدمات أساسية في المناطق الحدودية والولايات المنكوبة.

وترك هؤلاء في ظروف بيئية ومعيشية قاسية، محرومين من أبسط مقومات الحياة، ما يعرّضهم لخطر الموت جوعاً أو تجمّداً في البرد القارس.

هشاشة إنسانية ونداء

كشفت هذه التطورات مجتمعة هشاشة منظومة الإغاثة في أفغانستان، وعجزها عن الاستجابة لحجم الصدمات المتلاحقة، من كوارث طبيعية إلى أزمات سياسية وإنسانية.

وشدّدت المنظمات الحقوقية على الحاجة الملحّة إلى تدخل إنساني عاجل وشامل، يضمن حماية النساء والأطفال، ويوفّر المأوى والغذاء والرعاية الصحية قبل اشتداد الشتاء.

وحذّرت من أن أي تأخير إضافي في الدعم الدولي قد يحوّل الأزمة الحالية إلى مأساة إنسانية واسعة، تتجاوز قدرة البلاد على الاحتمال.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية