غضب حقوقيّ في مصر بسبب التعليقات السلبية على مقتل طالبة المنصورة

غضب حقوقيّ في مصر بسبب التعليقات السلبية على مقتل طالبة المنصورة

انهالت بعض التعليقات السلبية من كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، فور نشر تفاصيل حادث أليم اهتزت له قلوب المصريين أول أمس، بذبح الطالبة نيرة أشرف على مسمع ومرأى من المارة، على يد زميلها لرفضها الزواج منه. 

كان من بين التعليقات السلبية، "كان اغتصبها أحسن"، كما قامت بعض الصفحات على السوشيال ميديا بتحويل صور الضحية بواسطة برنامج "فوتوشوب" إلى محجبة ترتدي العباءة السوداء، وكذلك خاض البعض في عرضها لكونها سمراء لا تستحق هذا الحب، كما التمس البعض العذر للجاني لكونه كان يحبها". 

الثقافة السلبية 

وقالت أستاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر، وعضو لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب المصري، آمنة نصير: "إن غياب دور الأسرة هو السبب الأول لتلك المشاكل، فبغياب دور الأسرة ينفصل هذا الطفل عنها ويكبر وهو غائب عن رعايتها ودفئها وأمانها وحبها ورعايتها، وغياب هذه المقومات سهل وقوعه فريسة لعوامل أخرى مجتمعية سيئة، فسهل عليه القتل والانتحار والجرائم بكافة أشكالها".

وتابعت آمنة نصير: "أنا حزينة على الأسرة المصرية، لأنها انشغلت بتوافه الأمور وتركت مهامها الرئيسية في تربية أبناء بررة وتنشئة أجيال واعية ذات قيم، وانشغالهم هذا إما زهدًا في الإنجاب ومع ذلك أنجبوا، وإما عدم قدرة أو حب من الوالدين لهذا الطفل، نحتاج زيارة لبيت هذا الشاب وتحليل بيئته وكيف تربى".

وانتقدت نصير الإعلام المعاصر: "لا شك أن الإعلام المعاصر إعلام غير بنّاء، سواء إعلام المشاهد أو المقروء أو المسموع، لأن الإعلام إذا تبنى مناهج التربية الجيدة للجمهور سيصلح كثيرًا مما غاب عن الأسرة".

وعن رد السوشيال ميديا المدين للفتاة قالت نصير: "إن هذه ما أصبحنا نعهده الآن، لقد أصبحت الثقافة السائدة للمجتمع هي الثقافة السلبية وطول اللسان وغياب الكلمة الطيبة بدون وجه حق، حينما غابت المودة الإنسانية قبل الأذى لأي أحد ولن يفرق معه، ولذا نجد من يشجعون القاتل ويلتمسون له العذر، الحجاب لا يمنع الجريمة، سواء ارتدته أو لا، ومن يلبسون الفتاة حجابًا بالفوتوشوب تطوع سمج".

ازدواجية دينية

قال أستاذ الطب النفسي، جمال فرويز: "الازدواجية الدينية، مثلما يخرج علينا أحد يتحدث عن الإيمان والكفر، وبمجرد أن تناقشه يخبرك "أنت ملحد"، حيث إن أسهل طريقة لمواجهة الخصم المنتقد هو الدين، وقد جسد العبقري نور الشريف في فيلمه صراع الأحفاد هذا الأمر، حيث يتم تقديم المعارض للمجتمع على أنه كافر أو ملحد، جيفارا من ساهم بالقبض عليه؟ راعي غنم كان يدافع عن حقوقه جيفارا، وعندما سُئل هذا الراعي لماذا فعلت ذلك؟ أجاب: إن قنابله كانت تروع أغنامي، هذا هو حال المجتمع المصري.

غضب حقوقي

وقّع عدد من نسويات وصحفيات وناشطات حقوقيات، على بلاغ موجه للنائب العام، بشأن ما تم نشره من تحريض من قِبل مجموعة من رواد التواصل الاجتماعي في قضية قتل الطالبة نيرة أشرف، طالبة المنصورة، وذلك حسبما ما أكده موقعو البلاغ الذين أوضحوا أنه جاء لوقف ما يحدث من تحريض ضد النساء والفتيات، واصفين إياه: هذه جرائم تحرض ضد النساء والفتيات في مصر، مطالبين بقانون موحد للعنف يحمي نساء مصر لا يحمي الجاني.

وسرد بيان الناشطات، بعض الوقائع منها: جاء تعليق لشخص يدعى أحمد إيهاب، على الواقعة “غبي كان اغتصبها أحسن، وجاء تعليق لشخص يدعى عبدالرحمن، على الواقعة: يا ريت نفهم اللي حصل ما جايز تستاهل اللي جرالها وأنتم ظالمين الولد، وشكله راجل محترم أصلًا، وحتى لو عمل كدا فهو باين إنه مش سوي نفسيًا، ولازم يتحط في مصحة ويتعالج، وعمومًا هو باينه محترم وميجيش منه كل دا، أنتم مش شايفين لبسها عامل إزاي حسبي الله ونعم الوكيل فيها واللي زيها”.

وذكر البيان: أما عن رأي رجال الدين فلا يمكن إغفال دور عبدالله رشدي في تطبيع الخطاب المحرض على العنف تجاه النساء من خلال كتاباته على السوشيال ميديا، وعلى سبيل المثال لا الحصر: ممكن يشوهك عادي ويحرمك من جمالك، ممكن يكتفك ويذلك ممكن يستعبدك، هو الأقوى وطبيعي يفرتكك، نعلم أن تلك التويتة كانت من عدة سنوات ولكننا نجني حصادها اليوم، شخص مثل هذا له العديد من الأشخاص المتابعين، هذا ما تجنيه نساء مصر من هذا الخطاب التحريضي على العنف ضد النساء دون الالتفاف لأي دم مهدر.

وأكمل البيان: وبعدها جاء مبروك عطية بتعليق على الواقعة: لو حياتك غالية عليكي اخرجي من بيتك زي القفة، تلك الجملة التي تبيح قتل النساء وتبرر للجاني فعلته، لم يكتفِ هؤلاء الأشخاص بما حدث للفتاة وبما يحدث كل يوم لكل فتاة داخل المنزل أو خارجه، بل يأتون إلينا بتلك العبارات التي تحرض على العنف.

واختتم البيان: ومن هذا المنطلق، نحن لدينا مسؤولية ضد أي انتهاكات تحدث للنساء والفتيات ونعلم جميعًا كيف أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي آلية لتحقيق المساءلة والمحاسبة للسلطات التنفيذية لإنفاذ القانون في قضايا العنف ضد النساء في مصر، ودور النائب العام في تحقيق عدالة ناجزة، إن طرح وكشف مشاكل النساء وتعريتها على المجتمع والرأي العام، خلقت آليه جديدة من آليات المحاسبة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية