5 ألعاب فيديو تمثل قضايا وأزمات عالمية
5 ألعاب فيديو تمثل قضايا وأزمات عالمية
هل تعلم عزيزي القارئ أن ألعاب الفيديو الحالية والتي أبهرت العالم بشكل كبير وحققت نجاحا مدويا عبر شاشات الهواتف والكمبيوتر اللوحي وغيرها مستوحاة من العلاقات السياسة والصراعات العالمية المختلفة.
العلاقات الدولية بالتأكيد ليست لعبة لكنها تبدو أحيانا كذلك بحسب “فورين بوليسي” وهي بالتأكيد مصدر إلهام للكثيرين، وإذا كنت تتطلع لممارسة لعبة موحية أو تحمل بعداً أكبر مما تتوقع منها، فإليك الآن خمس ألعاب من عالم العلاقات الخارجية بل ومؤثرة فيه بالفعل:
ديسكو اليسوم :Disco Elysium
من الصعب وصف هذه اللعبة بدقة فهي مزيج من التاريخ والسياسة معاً، فأنت عزيزي القارئ تلعب فيها دور ضابط شرطة فاقد للذاكرة يستيقظ بعد ليلة طويلة ليجد نفسه مكلفا بالتحقيق في مقتل مرتزق في بلد احتلته قوى أجنبية منذ ثورة اشتراكية فاشلة حدثت منذ عقود.
المناظر الطبيعية داخل اللعبة للمدينة جميلة وحزينة تستحضر صورة أوروبا ما بعد الاتحاد السوفيتي، وكلما تقدمت في اللعبة لمستوى أعلى تتطور مهاراتك، وكلما اعتمدت على منهج معين لجمع الأدلة من الحدس إلى الاستنتاج المنطقي زادت صعوبة اللعبة وصعوبة التنبؤ بالقادم فيها، في إصدار متطور للعبة طوره مجموعة من صانعي الألعاب الاستونيين تجد نفسك مجبراً على اختيار موقف سياسي.
وبناء عليه تبدأ سلسلة من الأسئلة والتحقيقات الساخرة تبعا للموقف الذي تبنيته وتنتقل اللعبة بين الكوميديا والمأساة مع الأمل بالطبع حتى تبقى أنت كلاعب متحمساً للمواصلة لمستويات جديدة تكتشف معها أن العالم أكبر بكثير وغريب أكثر مما قد تعتقد.
الجمعة السوداء 1979
الجمعة السوداء لعبة درامية روائية تدور أحداثها في طهران خلال الأيام العصيبة للثورة الإسلامية: أنت عزيزي القارئ ستلعب دور رضا شيرازي المصور الصحفي الشاب العائد إلى موطنه إيران بعد إنهاء دراسته بالخارج في ألمانيا ليجد بلاده في القبضة الثورية، ومع كاميرته يسير رضا في شوارع مدينة لم يعد يعرفها ويتفاعل مع أشخاص يدعمون أو يعارضون الثورة ويبحرون معه في الأحداث الفوضوية والخطيرة التي تتكشف من حوله.
تقوم اللعبة بعمل رائع بعرض الآراء والأيديولوجيات السياسية المختلفة والمتنافسة التي كانت تدور في إيران في ذلك الوقت ويتعرض اللاعب لها ويختار أيها أقرب له.. على سبيل المثال يتعرض رضا لشرائط كاسيت لخطب حقيقية لآية الله محمد كاظم شرعتي رجل الدين البارز الذي اختلف بشدة مع آية الله الخميني حول دور القادة الدينيين في السياسة، سترى أيضاً ملصقاً دعائياً يخلد ذكرى إعدام المئات من أعضاء حزب توده الشيوعي الإيراني في الخمسينيات وتعليقاً مرتجلاً من إحدى شخصيات اللعبة كيف أن رئيس الوزراء المخلوع محمد مصدق “كان أملنا الكبير الأخير “.
تكشف اللعبة عن المعضلات الأخلاقية العديدة للثورة، مثل: هل سيقوم رضا -وهو أنت في اللعبة عزيزي القارئ- بإلقاء الحجارة على الجنود الذين يقومون بتفريق المظاهرة أم سيكتفى بالتقاط الصور؟ وهل سيقبل كوب شاي من المحقق داخل سجن إيفين سيئ السمعة أم لا؟ وهو قرار سيؤثر على رأى المحقق في خط سير التحقيق.
توفر اللعبة الحافلة بالمراجع التاريخية والتسجيلات الصوتية الأصلية والصور الحقيقية رؤية للاعب لواحدة من أكثر الفترات أهمية وبالنسب للباحثين في الغرب غير مفهومة جيداً، وبالتالي فاللعبة توفر هذا الفهم الدقيق لتلك الفترة التاريخية.
لعبة ويجي الصينية
يقال إن الإستراتيجية الصينية السياسية بلعبة قديمة تعرف باسم لعبة الألواح تعتمد على القدرة على وضع الأحجار في المناطق التي يعتقد اللاعب أنها مناطق قوى ونفوذ له، وقالت مجلة الإيكونيميست في تحقيق لها إن هذه اللعبة المتابع لها يستطيع فهم النهج الصيني في الصراع الحدودي الهندي وتتناقض هذه اللعبة تماما مع الولع الغربي بالشطرنج والذي يمثل نهجا مختلفا تماما عن اللعبة الصينية، والغريب في الأمر أن الشطرنج يحظى بشعبية كبيرة في الصين بينما تحظى لعبة ويجي بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية.
الحقيقة أن لعبة ويجي لن تعلمك شيئاً عن استراتيجية الصين الكبرى ولكنها لا تزال لعبة ممتعة لتتعلمها وأبرز ما يميزه النهر الذي يقسم اللعبة ويحد من إمكانية العبور والقصر الذي يحدد حركة الجنرالات، فاللعبة صورة ما من الواقع .
الصينية الإنسانية
وهي لعبة تعتمد على إستراتيجيات الاستكشاف والاستغلال والإبادة، وتبدأ بلاعب مسؤول عن قبيلة صغيرة ثم تبدأ في النمو لتصبح إمبراطورية ممتدة عبر الكرة الأرضية، واللعبة تقدم فكرة جيدة بالتنقل عبر ثقافات مختلفة يكون لها الهيمنة والسلطة عبر مراحل اللعبة، لكن التوازن بين هذه الثقافات صعب ومعضل وجوانب منها محير مثل الدين والتجارة ولكنها في المجمل لعبة واقعية بامتياز خاصة مع التعديلات الأخيرة ودخول أطياف جديدة لساحة اللعبة وتراجع سيطرة الأفيال وظهور قوة الخمير والأتراك في القدرة على الهيمنة على كل الحضارات.
الجذور
هذه اللعبة هي نوع متطور من ألعاب مكافحة التمرد في القرن العشرين بدءاً من حريق فيتنام في البحيرة إلى سهل بعيد في أفغانستان، وهي في مجملها مستوحاة من نضالات ومكائد حرب فيتنام والهند في القرن الـ19 وتشمل اللعبة فصيلين؛ الأول تحالف للنسور التي تتغذى على حيوانات الغابة التي تنهار بدورها كنتيجة للمؤامرات الداخلية، والفصيل الثاني هو الثوار الصغار واللعبة واضحة في كونها غير متكافئة لكنها تقدم أسلوباً وطريقة مفيدة للتفكير في آلية الصراع مع الآخر بدون التقيد بالوقت والقدرات كما في الحروب التقليدية.
هل استمتعت عزيزي القارئ بمعرفة هذه الألعاب؟ كن حذراً إذن فهي أكبر من كونها مجرد لعبة.