The incredible story of Junior Messias, AC Milan hero tonight. 🔴🇧🇷
Three years ago he was in Italian 4th division.
He used to deliver refrigerators and other household appliances whilst playing at the amateur level.
Tonight, scored on his FIRST #UCL appearance – 30 years old. pic.twitter.com/07XiektWdX
— Fabrizio Romano (@FabrizioRomano) November 24, 2021
جونيور ميسياس.. مهاجر يكتب رسالة أمل في سماء ميلان
جونيور ميسياس.. مهاجر يكتب رسالة أمل في سماء ميلان
إسلام مجدي
تزخر كرة القدم بالعديد من القصص الإنسانية، بعضها يبرز على الساحة بفضل تألق أصحابها في لمحات لا تُنسى، خاصة وأن قصصهم نفسها، تمنح الأمل للمتابعين وتنير المستقبل للمواهب المقبل، وربما تضرب عبرة لما قد يحمله الطريق.
إحدى هذه القصص الإنسانية المتميزة التي برزت على السطح مؤخراً، هي قصة المهاجم البرازيلي ولاعب ميلان جونيور ميسياس، الذي سجل في دوري أبطال أوروبا خلال الأسبوع الماضي.
وكتب الصحفي الإيطالي الشهير فابريزيو رومانو، هذه الأسطر التالية عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “قصة لا تصدق لبطل ميلان الليلة (ميسياس)، منذ 3 أعوام كان يلعب في الدرجة الرابعة، واعتاد العمل في توصيل الثلاجات والأدوات المنزلية الإلكترونية أثناء اللعب على صعيد الهواة، ميسياس سجل أول هدف له في دوري الأبطال في ظهوره الأول في البطولة في عمر الـ30”.
قصة إنسانية ملهمة
نوعية هذه القصص في عالم كرة القدم نادرة، لكنها تشكل إلهاماً كبيراً لكل من يبحث عن إلهام، نفس الأمر حدث مع مهاجم ليستر سيتي جيمي فاردي، ومدافع ليفربول أندرو روبيرتسون، ومهاجم ميلان الحالي وإشبيلية السابق كارلوس باكا.
البداية
في إحدى الليالي، وعقب عودته من زفاف شقيقه، كان جونيور يقود سيارته مخموراً، السيارة كانت عتيقة، لدرجة أنه كلما حاول فعل أي شيء حتى تشغيلها نفسه، تصدر خواراً، بل كان يشعر أن قدمه تركض كلما حاول أن يسرع بالسيارة.
كان جونيور يقود السيارة في طريق ترابي موحل، كان مخموراً ولم ينم على الإطلاق، أغلق عينه للحظة، لم ينتبه لما سيحدث، انحدرت السيارة بعيداً عن الطريق.
لم تكن تلك بداية القصة لكن نقطة تحول محورية، الفتى الصغير جونيور، كان في طريق ساو كانديدو، يمكنك أن تميز أنها في البرازيل، نظراً لأن الجدران مرسومة بفنون الجرافيتي المختلفة، خلال يوم الاستقلال البرازيلي، 7 سبتمبر، كان الأطفال قد تجمعوا ليفعلوا ما يمكن للأطفال فعله في شوارع البرازيل دوماً، سواءً كانت إجازة رسمية أو غيرها، لعب كرة القدم.
البرازيليون يطلقون عليها “كرة القدم الحقيقية”، الأطفال أتوا من كل القرى للعب كرة القدم، زحام شديد والأطفال من جميع الأعمار، طلبوا من جونيور أن يلعب مع 3 فرق مختلفة، مرحلته العمرية ومرحلتين أكبر، لكنه لم يشعر بأي قلق بل على الفور وافق وأحب الأمر كثيراً.
سجل هدفاً فهتف الجميع باسمه “ميكو”، وميكو هنا تعني “القرد الصغير”، وهذه اللفظة تُطلق على من يمتلكون المهارة، الذين لا يمكن الإمساك بهم أو التعامل معهم، لكنهم أصحاب مهارة كبيرة للغاية.
خلال البطولة، خان جونيور بلدته، لأن فتى صغير عرض عليه 50 ريالاً برازيلياً لكي يلعب لفريق منافس وبالطبع وافق على الفور، وقاده إلى النهائي، وبالطبع لكي تكتمل القصة فقد واجه أبناء قريته في المباراة، لم ينسوه قط، الملعب كان ترابياً على بعد 5 كيلومترات من منزله.
الفتى الصغير نشأ على لعب كرة القدم في الشوارع، وبما أن الملعب المحبب إليه كان قريبا من بار، فقد عرف شرب الخمر كذلك، لأن هذا النمط في البرازيل معهود بعض الشيء، الاحتفال الدائم طيلة الوقت.
الأمر نفسه خلال زفاف شقيقه، انقلبت السيارة داخل الوحل ولوهلة مرت حياته أمام عينه، اعتقد أنه قد يموت، إلى أن أتى شخص وحرره من الوحل.
وقال جونيور: “حينما أتى شخص لكي يحررني، بدا وكأن الله قد أنقذني في تلك الليلة في الريف البرازيلي، كنت سأفقد حياتي، كنت أعرف الله وأنا مؤمن به، كل شيء أفعله يبدو منطقيا لي، والله حماني ومنحني يد العون في أحلك أوقاتي”.
الفتى الصغير الذي سيطر على بطولات الشوارع في البرازيل في مدينة بيلوهوريزونتي، هو نفسه الذي بالغ في الاحتفالات كثيراً، وهو الذي قرر اتخاذ أكبر خطوة في حياته آنذاك، قرر الانضمام إلى أكاديمية كروزيرو، هي ذاتها التي قدمت رونالدو ليما أسطورة البرازيل.
لكن جونيور شعر وكأنه لن يصل للفريق الأول بأي شكل، بعد 3 مواسم حاول خلالها أن يحصل على عقد احترافي، وفي عشية عيد ميلاده الـ20 انضم إلى فريق في الدرجة السابعة في البرازيل، يدعى إيديال.
وتعرض جونيور لأول صدمة حقيقية في حياته، فتح خلالها عينه، كان يعلم أن كرة القدم رائعة وممتعة مثل الأحلام، لكن لديه زوجة صغيرة في السن وطفلاً، الواقع آلمه وكذلك الفواتير التي يجب أن تُدفع.
وقرر جونيور الهجرة إلى إيطاليا، لينضم إلى شقيقه، ليحصل على أول وظيفة رسمية له على الإطلاق بعقد، وهي طلاء الأحجار التي تم استعادتها من مواقع الحطام، ووظيفته الثانية كانت توصيل الأدوات المنزلية الإلكترونية، ربما يكون خلاطاً في يوم جيد، وثلاجة ثقيلة في يوم سيئ، هكذا هي وظيفته.
شعر جونيور أن العمل في مواقع البناء والتوصيل لكي يدعم عائلته هو قمة الرضا، لكن أيضاً لعب كرة القدم قد يوصله للقمة.
قرر حينها جونيور الانضمام إلى فريق من الهواة المهاجرين من بيرو، يدعى سبورت واريك، في تورينو، دوري للهواة.
مهاجر بلا أوراق
كان مهاجراً بلا أوراق، كان يعلم في قرارة نفسه أن قصته ستنتهي بطريقة من اثنتين، إما أن يبحث أحد الموظفين طلبه الموجود وسط كومة من الأوراق التي تحوي العديد من القضايا، وأن يتم إرسال الطلب إلى أحد القضاء ليحصل على الضوء الأخضر للبقاء في إيطاليا، أو أن يطرق بابه أحد الأشخاص الذين يرتدون الزي الرسمي ومن ثم نهاية القصة للأبد.
بعد أيام من القلق، تلقى جونيور أوراق الإقامة، ووقع مع فريق كاسالي في الدرجة الخامسة من إيطاليا، كان سعيدا للغاية، لكنه كان عقلانيا في مفاوضات الراتب، رفض العرض الأول وطلب الحصول على 1500 يورو في الشهر، لكي يتمكن من إعالة عائلته بشكل ملائم وهو أكثر مما كان يكسبه خلال عمله في التوصيل.
وقال جونيور: “هل كنت آمل حينها أن أصبح لاعبا محترفا؟ بالطبع لا، لأنني كنت كبيراً في السن، وطالبت بأكثر مما ينبغي أن أحصل عليه، ولكي أقول الحقيقة كاملة، لم أتوقع قط أن أقدم شيئا جيدا”.
كان يحب كرة القدم، لكنه لم يخطط أنها ستكون وظيفته التي يتربح منها قوت يومه، شقيقه واصل إقناعه بالرحيل لكي يحصل على فرص كفاية، وبالفعل أتته الفرصة.
في عمر الـ24 دخل جونيور إلى أنظمة كرة القدم الاحترافية، بعد 4 أعوام وتعلم اللعب في إيطاليا عاما بعد عام، من الدرجة الخامسة إلى الرابعة إلى الثالثة والثانية والأولى مع كروتوني أخيراً.
المحطة الأخيرة كان كروتوني؟ نعم الأخيرة قبل القمة، إلى أن وصل إلى ميلان، واللعب في دوري أبطال أوروبا، نية ميلان لضم المهاجم وصانع الألعاب البرازيلي صاحب الـ30 عاما، على سبيل الإعارة خلال شهر أغسطس الماضي من الفريق الذي هبط، نظراً لأنه احتاج اسما إضافياً على مقاعد البدلاء، ونظراً لأنه لم ينجح في ضم أسماء أكبر لقبول نفس الدور.
وقال جونيور: “أنا في الـ30 من عمري ولحسن حظي وصلت إلى الدرجة الثانية فقط قبل تفشي وباء كوفيد-19، لو تأخرت لعام كنا سنحكي قصة أخرى، انضممت إلى فريق ميلان، الذي أعجبت به منذ أن كنت طفلا، لعب له برازيليون مثل كاكا وكافو وسيرجينيو ورونالدو ورونالدينيو، كتبوا التاريخ، أحببت غاتوزو وإنزاغي، لكنني لم أمتلك الشجاعة الكافية للذهاب إليهم والحديث معهم حينما واجهناهم، اعتدت أن أحتوي مشاعري، لم يقتلني التفكير قط من أجل الحصول على قميص منافس، لم أخض حربا من أجل قمصان المنافسين مع زملائي”.
قصة جونيور ميسياس بدأت ليلة الأربعاء الماضي، حينما سجل هدف الفوز ضد أتليتكو مدريد في الدقيقة 87 من عمر اللقاء في الجولة الخامسة من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا.
كرة القدم دائماً ما تزخر بمثل هذه القصص الملهمة، لكن بمثل هذه التفاصيل فهي نادرة الحدوث، وتستحق التوثيق لكي تلهم من يبحث عن الفرص بأن عليه المثابرة وحتى لحظات اليأس قد تتحول إلى نجاحات متتالية، وهذه هي كرة القدم.