«استناداً إلى 5 معايير».. دراسة: الرعاية الصحية بالولايات المتحدة الأسوأ بين «الدول المتقدمة»
«استناداً إلى 5 معايير».. دراسة: الرعاية الصحية بالولايات المتحدة الأسوأ بين «الدول المتقدمة»
أظهرت دراسة أجرتها منظمة "Commonwealth Fund" غير الربحية أن نظام الرعاية الصحية الأمريكي يأتي في المرتبة الأخيرة بين أنظمة الرعاية الصحية في الدول المتقدمة.
سلطت الدراسة التي أجريت على عشر دول، هي: فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وأستراليا، وكندا، ونيوزيلندا، وسويسرا، وهولندا، والسويد، والولايات المتحدة، الضوء على عدد من الجوانب المهمة التي تُظهر فاعلية الأنظمة الصحية في هذه الدول، وفق وكالة "تاس" الروسية.
معايير التقييم
استندت الدراسة إلى خمسة معايير رئيسية لتقييم فاعلية أنظمة الرعاية الصحية، والتي جاءت كالتالي:
1 - سهولة الوصول للخدمات الصحية
مدى قدرة المواطنين على الوصول إلى الرعاية الطبية بوقت قصير وبتكاليف معقولة.
2 - جودة الرعاية الصحية المقدمة
تشمل كيفية تعامل النظام مع المرضى وجودة العناية التي يتلقونها.
3 - الكفاءة الإدارية
تتعلق بمدى تنظيم النظام الصحي وإدارته وتجنب الإجراءات غير الضرورية أو التعقيدات الإدارية.
4 - العدالة والمساواة في الرعاية
مدى توافر الرعاية الصحية للجميع بشكل عادل بغض النظر عن الخلفية الاجتماعية أو الاقتصادية.
5 - النتائج الصحية
تقيس مدى تحسين النظام للصحة العامة وتجنب الأمراض وتقليل الوفيات.
مشكلات خطيرة
وأوضحت الدراسة أن النظام الأمريكي يعاني من مشكلات خطيرة في الوصول إلى الرعاية الصحية، حيث تصدرت الولايات المتحدة قائمة الدول ذات أسوأ أداء في هذا المعيار.
ويرجع ذلك إلى التكاليف المرتفعة للرعاية الصحية وعدم توافرها بسهولة لكل المواطنين، خاصة في حالات الطوارئ أو الأمراض المزمنة.
كما أن هناك تفاوتًا كبيرًا في تقديم الرعاية الصحية بين الطبقات الاجتماعية المختلفة، ما يؤدي إلى فجوات واسعة في جودة الرعاية.
إلى جانب ذلك، سجل النظام الأمريكي نتائج متدنية في الكفاءة الإدارية، حيث أشار التقرير إلى أن البيروقراطية وتعقيد الإجراءات الإدارية تؤدي إلى تأخير العناية الطبية وزيادة التكلفة.
إضافة إلى ذلك، هناك عدم عدالة في توزيع الرعاية، حيث تفتقر بعض الفئات المجتمعية إلى الفرص المتساوية للحصول على الخدمات الطبية.
مقارنة مع الدول الأخرى
في المقابل، أثبتت المملكة المتحدة وأستراليا وهولندا، أنها تمتلك أفضل الأنظمة الصحية بين الدول التي شملتها الدراسة.
وتمكنت هذه الدول من تحقيق توازن كبير بين توفير الرعاية الصحية بسرعة وفاعلية، وضمان الوصول العادل إلى هذه الخدمات لجميع فئات المجتمع، بغض النظر عن الوضع الاقتصادي أو الجغرافي.
تتميز هذه الدول بوجود بنى تحتية صحية قوية ودعم حكومي كبير لتوفير الرعاية الصحية المجانية أو ذات التكاليف المنخفضة.
على سبيل المثال، نظام التأمين الصحي الوطني في المملكة المتحدة (NHS) يعتبر أحد أفضل الأنظمة من حيث العدالة والمساواة في توزيع الرعاية، حيث يحصل الجميع على الخدمات الصحية المطلوبة بدون التمييز.
أسباب تراجع النظام الأمريكي
أحد الأسباب الرئيسية التي تعيق تحسن النظام الصحي الأمريكي هو عدم وجود تغطية صحية شاملة لكل المواطنين، إذ تعتمد الكثير من الأسر على التأمين الصحي الخاص، والذي قد يكون مكلفًا جدًا أو لا يغطي كل الاحتياجات الطبية.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تنفق على الرعاية الصحية أكثر من أي دولة أخرى في العالم، فإن التكاليف الباهظة للرعاية والنظام التأميني المعقد يحرم الكثيرين من الوصول إلى الرعاية المناسبة في الوقت المناسب.
بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم المساواة الاقتصادية والتفاوت الطبقي يزيدان من فجوات النظام، حيث تواجه الفئات الفقيرة والطبقات الوسطى صعوبات أكبر في الحصول على الرعاية مقارنة بالأغنياء أو أصحاب التأمين الصحي الجيد.
بينما في دول مثل أستراليا وهولندا، توفر الحكومات أنظمة صحية تعتمد على التأمين الصحي الوطني الشامل، ما يضمن تقديم خدمات صحية للجميع بغض النظر عن الدخل.
الحاجة لإصلاح شامل
تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن الولايات المتحدة بحاجة ماسة إلى إصلاح شامل في نظام الرعاية الصحية، خصوصًا ما يتعلق بتوفير الرعاية الصحية للفئات المحرومة وتبسيط الكفاءة الإدارية.
ومع استمرار الضغط على النظام الصحي نتيجة الأزمات الاقتصادية والوبائية مثل جائحة كوفيد-19، تظهر الحاجة إلى إعادة هيكلة كاملة تضمن عدالة أكبر في الوصول إلى الرعاية وتحسين النتائج الصحية للمواطنين.
أظهرت الدراسة أن النظام الصحي الأمريكي يعاني من قصور واضح مقارنة بنظرائه في الدول المتقدمة، خصوصًا في ما يتعلق بالعدالة والكفاءة والوصول إلى الرعاية.
على الرغم من الإنفاق الهائل على الرعاية الصحية، لا يزال العديد من الأمريكيين يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على العلاج المناسب في الوقت المناسب.
وفي المقابل، أظهرت أنظمة الرعاية الصحية في أستراليا وهولندا والمملكة المتحدة أنها توفر نماذج يمكن أن تُحتذى في تقديم الرعاية الصحية بشكل عادل وفعال.