الأمم المتحدة: التهجير القسري في غزة جريمة تطهير عرقي وفق القانون الدولي
الأمم المتحدة: التهجير القسري في غزة جريمة تطهير عرقي وفق القانون الدولي
أعلنت الأمم المتحدة أن سياسة التهجير القسري التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في غزة اتسعت لتشمل نحو 85% من مساحة القطاع، بعد صدور أمر جديد بإخلاء 80 ألف فلسطيني في خان يونس، جنوب القطاع.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، في مؤتمر صحفي، إن هذه الأوامر تحول أجزاء واسعة من غزة إلى مناطق عسكرية مغلقة يُمنع السكان من الوجود فيها.
أوامر الإخلاء تعرقل الإغاثة
أوضحت الأمم المتحدة أن هذه السياسات تعوق بشكل حاد وصول المساعدات الإنسانية، وتشل عمل المنظمات الإغاثية العاملة في القطاع.
وأشار المسؤولون الأمميون إلى أن هذا الوضع الإنساني المتدهور يأتي في وقت لم يُسمح فيه بإدخال مواد الإيواء إلى غزة منذ أكثر من أربعة أشهر، ما يزيد من تفاقم أزمة السكن.
الآلاف هُجّروا قسرًا
أظهرت بيانات أممية أن أكثر من 714 ألف فلسطيني تم تهجيرهم قسراً مرة واحدة على الأقل منذ انهيار وقف إطلاق النار في 18 مارس 2025، فيما تم تهجير الآلاف منهم مرارًا من منطقة إلى أخرى.
كما كشفت تقارير ميدانية أن نحو 97% من النازحين الفلسطينيين ينامون في العراء دون مأوى، في ظروف صحية وأمنية شديدة الخطورة، ما يُنذر بكارثة إنسانية وبيئية.
وجاءت هذه التطورات في ظل تصاعد التصريحات الإسرائيلية الداعية إلى إفراغ غزة، حيث دعا وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين مؤخرًا إلى "إخلاء القطاع بالكامل"، وهو ما تعتبره الأمم المتحدة مؤشراً خطيراً على وجود نية تطهير عرقي ممنهجة.
وفي بيان رسمي، اتهمت الأمم المتحدة إسرائيل بانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني من خلال تنفيذ عمليات تهجير قسري جماعي للسكان المدنيين.
التهجير القسري جريمة
تُعدّ عمليات التهجير القسري الجماعي جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف والنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، إلا أن صمت المجتمع الدولي تجاه ما يجري في غزة يثير تساؤلات بشأن فعالية النظام الدولي في حماية المدنيين.
رغم التحذيرات المستمرة من المنظمات الحقوقية والإنسانية، يواصل الاحتلال سياسة الإخلاء القسري والقصف المتكرر وعرقلة وصول المساعدات، في مشهد وصفته الأمم المتحدة بأنه "أقرب إلى نهاية العالم".
بدأت الحرب الحالية إثر عملية مباغتة نفذتها كتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية تحت اسم "طوفان الأقصى"، حيث تسلل مقاتلون إلى جنوب إسرائيل، ما أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي -معظمهم جنود- وأسر عشرات.
وردًا على ذلك، شنت إسرائيل هجومًا عسكريًا شاملاً وغير مسبوق على قطاع غزة، معلنةً أنها تهدف إلى "القضاء على حماس"، وفرضت حصارًا خانقًا تضمن منع دخول الغذاء والماء والوقود والدواء، فيما يرتفع عدد الضحايا يوماً بعد يوم، حيث بلغ عدد الشهداء أكثر من 57 ألف وإصابة أكثر من 135 ألف مواطني فلسطيني معظمهم من المدنيين النساء والأطفال.