المفوضية الأوروبية: عام 2023 بين الأسوأ لحرائق الغابات جراء تغير المناخ
المفوضية الأوروبية: عام 2023 بين الأسوأ لحرائق الغابات جراء تغير المناخ
كشفت المفوضية الأوروبية، في تقريرها السنوي، أن عام 2023 كان من بين أسوأ الأعوام على الإطلاق فيما يتعلق بحرائق الغابات في دول الاتحاد الأوروبي.
نصف مليون هكتار متضررة
وأشار التقرير الصادر اليوم الثلاثاء إلى أن حرائق الغابات في الاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي تسببت في احتراق أو تضرر نحو 500 ألف هكتار، ما يعادل تقريباً نصف مساحة جزيرة قبرص، موضحاً أن 41% من المناطق المحترقة كانت ضمن مناطق محمية بسبب تنوعها البيولوجي، مما يبرز خطورة هذه الحرائق على البيئة.
تحديات غير مسبوقة
وصرّح مفوض الاتحاد الأوروبي للمناخ، ووبكي هوكسترا، قائلاً: "إن تغير المناخ يزيد من وتيرة حرائق الغابات وشدتها"، مشيراً إلى أن أحداث عام 2023 كشفت عن عدم جاهزية الدول الأوروبية لمواجهة مثل هذه الكوارث، مؤكداً أن التحديات تتفاقم مع "ارتفاع كثافة الحرائق وطول مواسمها"، ما يفرض صعوبات كبيرة على أساليب مكافحة الحرائق التقليدية.
حرائق تاريخية
شهد عام 2023 أكبر حريق غابات في تاريخ الاتحاد الأوروبي منذ بدء تسجيل بيانات نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي في عام 2000، حيث اندلع بالقرب من مدينة ألكسندروبوليس في إقليم مقدونيا الشرقية وتراقيا في اليونان.
النشاط البشري
وأفاد التقرير بأن 96% من حرائق الغابات في الاتحاد الأوروبي تعود إلى النشاط البشري، مما يعزز الحاجة إلى تكثيف حملات التوعية واتخاذ إجراءات صارمة للحد من السلوكيات المسببة للحرائق.
مقارنة بالأعوام السابقة
وعلى الرغم من حجم الخسائر الكبير، أكد التقرير أن الأضرار المسجلة في عام 2023 كانت أقل بكثير مقارنة بالعام السابق، إلا أنه لا يزال بين أسوأ خمس سنوات في تاريخ حرائق الغابات بالاتحاد الأوروبي.
تشير هذه النتائج إلى تزايد الحاجة إلى استراتيجيات شاملة لمواجهة تأثيرات تغير المناخ، مع تعزيز تدابير الوقاية وحماية المناطق الأكثر عرضة للحرائق.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".