الحوثيون يحتجزون ممثل اليونيسف في اليمن و20 موظفاً أممياً
الحوثيون يحتجزون ممثل اليونيسف في اليمن و20 موظفاً أممياً
أكدت مصادر أممية أن جماعة الحوثي المسلحة في اليمن تحتجز ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) البريطاني بيتر هوكينز، إلى جانب عشرين موظفاً من العاملين في وكالات الأمم المتحدة المختلفة، عقب اقتحام عناصر من الجماعة مجمعاً تابعاً للمنظمة في العاصمة صنعاء يوم السبت.
وقال مسؤول أممي في تصريحات صحفية، الأحد، إن هوكينز، وهو أرفع مسؤول أممي يتم احتجازه منذ بدء سلسلة الهجمات ضد العاملين في الأمم المتحدة قبل نحو شهرين، يوجد ضمن خمسة عشر موظفاً دولياً محتجزين داخل المجمع الذي يقيم فيه عدد من موظفي المنظمة في صنعاء وفقاً لوكالة فرانس برس.
أبرز مسؤول أممي بين المحتجزين
بيتر هوكينز، البالغ من العمر أربعة وستين عاماً، يشغل منصب ممثل اليونيسف في اليمن منذ نوفمبر 2022، بعد أن عمل في مناصب مماثلة في العراق ونيجيريا، وله خبرة طويلة في العمل الإنساني والإغاثي في دول تشهد أزمات مثل إثيوبيا وأفغانستان وسريلانكا.
وكانت الجماعة قد احتجزت الشهر الماضي نائبته الأردنية لانا شكري كتاو لعدة أيام قبل أن تطلق سراحها، في خطوة أثارت حينها قلق الأمم المتحدة بشأن سلامة موظفيها في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
الأمم المتحدة تصف الوضع بـ"الخطِر"
قال جان علم، المتحدث باسم منسق الأمم المتحدة المقيم في اليمن، إن الحوثيين يحتجزون خمسة موظفين محليين وخمسة عشر موظفاً دولياً داخل المجمع الأممي في صنعاء، وأضاف أن الأمم المتحدة على تواصل مكثف مع السلطات في صنعاء، ومع الدول الأعضاء وحكومة اليمن، بهدف إنهاء هذا الوضع الخطِر في أسرع وقت ممكن وضمان الإفراج عن جميع المحتجزين واستعادة السيطرة الكاملة على منشآتها.
اتهامات بالتجسس وتصعيد سياسي
يأتي الاحتجاز الجديد بعد أسابيع من تصريحات لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي اتهم فيها منظمات تابعة للأمم المتحدة، منها برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، بالضلوع في "أنشطة تجسسية" لمصلحة أطراف أجنبية.
وردّ المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك على هذه الاتهامات واصفاً إياها بأنها خطِرة وغير مقبولة، مشيراً إلى أنها تهدد سلامة العاملين الإنسانيين وتقوّض عمليات الإغاثة في اليمن التي تعاني واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
نقل المقر الأممي إلى عدن
في منتصف سبتمبر الماضي، أعلنت الأمم المتحدة والحكومة اليمنية نقل مقر منسق الشؤون الإنسانية رسمياً من صنعاء إلى مدينة عدن، بعد تصاعد القيود المفروضة من الحوثيين على أنشطة المنظمات الدولية، وتعد هذه الخطوة محاولة لتأمين بيئة أكثر أماناً لعمل الوكالات الأممية.
يسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء منذ عام 2014 بعد انقلابهم على الحكومة المعترف بها دولياً، ما أدّى إلى اندلاع حرب مدمرة أدخلت اليمن في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وتتهم الأمم المتحدة الجماعة بعرقلة عمل المنظمات الإغاثية واحتجاز موظفيها، في حين يواصل التحالف بقيادة السعودية دعمه للحكومة اليمنية في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.
وتشهد البلاد منذ أغسطس الماضي تصعيداً عسكرياً حاداً بعد ضربات إسرائيلية على صنعاء استهدفت قادة بارزين من الجماعة، بينهم رئيس حكومة الحوثيين أحمد غالب الرهوي ورئيس أركان قواتهم محمد عبد الكريم الغماري. ويخشى مراقبون أن يؤدي استمرار احتجاز موظفي الأمم المتحدة إلى مزيد من العزلة الدولية للجماعة وتفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها ملايين اليمنيين.