الأمم المتحدة: مفاوضات التمويل المناخي في «كوب 29» تدخل مراحلها النهائية

الأمم المتحدة: مفاوضات التمويل المناخي في «كوب 29» تدخل مراحلها النهائية
قمة «كوب 29» في أذربيجان

دخلت محادثات المناخ المكثفة في مؤتمر الأمم المتحدة (كوب 29) في باكو مرحلتها النهائية، مع تركيز المندوبين على التوصل لاتفاق بشأن هدف جديد لتمويل المناخ.

وأفاد الموقع الإعلامي للأمم المتحدة في تقرير له، أمس الأربعاء، بأن الجلسات شهدت مناقشات حاسمة حول مصادر تمويل مئات المليارات المطلوبة لمساعدة الدول النامية في التكيف مع المناخ المتغير سواء من حكومات الدول الغنية، والبنوك الدولية، أم القطاع الخاص.

تحديات مناخية

وناقش المشاركون في “كوب 29” قضايا التحضر وتأثير المدن على الانبعاثات العالمية، إذ تسهم المدن بنصيب كبير من الانبعاثات، مع توقعات بانتقال 2.4 مليار نسمة إضافيين إلى المناطق الحضرية خلال العقدين القادمين.

وأوضح تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية أن سكان المدن قد يواجهون ارتفاعًا إضافيًا في درجات الحرارة بمقدار 0.5 درجة مئوية بحلول عام 2040.

وحذرت المديرة التنفيذية للبرنامج، أناكلوديا روسباخ، من تأثير النمو الحضري السريع وغير المخطط على البيئة والأمن الغذائي، وأكدت أن قطاع البناء وحده يمثل 40% من انبعاثات الغازات الدفيئة، مما يستلزم بناء عشرات المنازل يوميًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ارتفاع الانبعاثات

وفي جلسة منفصلة ضمن فعاليات القمة، أشار المتحدثون إلى قضية مستمرة يمكن أن تعرقل بشكل خطير العديد من الجهود المبذولة لمعالجة الآثار الناجمة عن المناخ في المدن وأماكن أخرى. 

وأفاد تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة بزيادة الانبعاثات العالمية بنسبة 1.3% خلال 2023، في وقت كان من المفترض أن تنخفض، وأكدت المديرة التنفيذية للبرنامج، إنغر أندرسن، أهمية اتخاذ إجراءات فعالة في المدن الكبرى التي تسهم بأكثر من نصف الانبعاثات العالمية للحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية.

وللمرة الأولى، نوقش تأثير السياحة على تغير المناخ في مؤتمر الأطراف، حيث شهد قطاع السياحة انتعاشًا ملحوظًا في 2023 بعد جائحة كوفيد-19، وأكدت أندرسن أهمية خفض البصمة الكربونية للقطاع الذي يُعد ضحية لتغير المناخ ومساهمًا فيه في الوقت ذاته.

الطريق إلى اتفاق عادل

تسعى الدول النامية إلى تمويل يعكس "دينًا مناخيًا"، وليس مجرد منح، وشدد وزير البيئة في سيراليون على ضرورة اعتبار التمويل المناخي حقًا لدعم الأرواح وسبل العيش، ومع تعقد المناقشات حول تعريف "الدول النامية" وتفاوت التطلعات بين الوفود، يبقى تحقيق توافق عالمي يعتمد على مرونة المواقف والاستعداد للتعاون.

وتستضيف أذربيجان مؤتمر الأمم المتحدة التاسع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 29" في الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر الجاري.

وفي العام المقبل، ستكون البرازيل الدولة المضيفة لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب30) من أمريكا اللاتينية.

وتأمل قمة هذا العام التوصل إلى عدد من الاتفاقات المهمة، وهي هدف سنوي جديد لتمويل المناخ، واتفاق لتشغيل أسواق ائتمان الكربون متعددة الأطراف، والتعهد بمزيد من المساعدات المالية للدول المتضررة بالفعل من كوارث مناخية مكلفة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية