«الصحة العالمية»: الهجوم على سوق مكتظ في دارفور «صادم»

أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن صدمته الشديدة بعد الهجوم الأخير الذي استهدف سوقًا مكتظة في شمال دارفور غرب السودان، ما أسفر عن مقتل 80 شخصًا وإصابة مئات آخرين. 

ووصف تيدروس، الخميس، الهجوم على سوق كبكابية بأنه "صادم"، موضحًا في تغريدة له عبر حسابه على "إكس" أن الهجمات أسفرت عن مقتل العديد من المدنيين الأبرياء. 

وأضاف: "نقدم تعازينا القلبية إلى الفئات المتضررة في السودان"، مشيرًا إلى الأثر الكبير الذي خلّفه الهجوم على الوضع الإنساني في المنطقة. 

وأكدت مجموعة "محامو الطوارئ" السودانية، التي تضم محامين مؤيدين للديمقراطية، مقتل أكثر من 100 شخص في القصف الذي شنّه الجيش على السوق، وهي منطقة تسيطر عليها جزئيًا قوات "الدعم السريع".

وضع صحي كارثي

وتعاني المنطقة من نقص حاد في الخدمات الصحية، حيث أكدت منظمة الصحة العالمية أن المراكز الصحية في دارفور بالكاد قادرة على تلبية احتياجات السكان. 

وأشار تيدروس إلى أن المعدات الطبية لا تعمل بشكل كافٍ والإمدادات الطبية محدودة للغاية، موضحًا أن المنظمة تمكنت فقط من إرسال معدات لعلاج الإصابات والجراحات في بداية الشهر. 

يأتي هذا في وقت تمر فيه البلاد بأزمة إنسانية متفاقمة، حيث تشير التقارير إلى أن عدد القتلى من العمليات العسكرية الأخيرة قد تجاوز 176 شخصًا في أقل من يومين.

التأثير على السكان

يعيش في دارفور، التي تعادل مساحتها مساحة فرنسا، نحو ربع سكان السودان، ولكن أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 10 ملايين هم نازحون بسبب الحرب المستمرة. 

وأشار تقرير للأمم المتحدة إلى أن المجاعة قد انتشرت في مخيم للاجئين في شمال دارفور بعدما تسبب حصار قوات "الدعم السريع" في تعطيل التجارة والمساعدات الإنسانية بشكل شبه كامل.

التهديد المستمر للمدنيين

يتبادل كل من الجيش وقوات "الدعم السريع" الاتهامات بشأن استهداف المدنيين وتدمير المناطق السكنية عمدًا. 

وقد أدى النزاع إلى تدمير واسع النطاق في البنية التحتية المدنية، مما ترك العديد من المدنيين في وضع مأساوي، في وقت تواصل فيه منظمات إنسانية دولية جهودها لتقديم المساعدات الطارئة في ظل الظروف الصعبة.

وتستمر الأزمة الإنسانية في السودان في التفاقم، مع تأكيد منظمات دولية على ضرورة تحرك المجتمع الدولي للضغط من أجل وقف الهجمات على المدنيين وضمان الوصول الفوري للمساعدات الإنسانية.