روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات باستخدام مواد كيميائية محظورة في الحرب
روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات باستخدام مواد كيميائية محظورة في الحرب
أكدت وزارة الخارجية الروسية أن أوكرانيا استخدمت ذخائر الفوسفور الأبيض في سبتمبر الماضي عبر طائرات دون طيار، وهو ما نفته كييف بشدة، موجهة اتهامات مماثلة لروسيا باستخدام مواد كيميائية محظورة خلال المعارك.
أدلة دامغة
وصرحت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، بأن أجهزة إنفاذ القانون الروسية بالتعاون مع وزارة الدفاع جمعت ما وصفته بـ"أدلة دامغة" على استخدام القوات الأوكرانية ذخائر الفوسفور الأبيض لكنها لم تقدم تفاصيل أو توضيحات إضافية حول طبيعة تلك الأدلة أو سياقها وفق وكالة رويترز.
وقالت زاخاروفا: "تلقت أجهزة إنفاذ القانون في بلادنا، بالتعاون مع وزارة الدفاع، أدلة قاطعة على استخدام ذخائر الفوسفور الأبيض بشكل متكرر عبر طائرات دون طيار أوكرانية خلال شهر سبتمبر".
كييف تنفي
من جهتها، نفت أوكرانيا الاتهامات الروسية بشدة، حيث وصف هيورهي تيخي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، تصريحات موسكو بأنها "زائفة وغير منطقية"، وأضاف في بيان مكتوب: "أوكرانيا كانت ولا تزال شريكًا موثوقًا في الأنظمة الدولية متعددة الأطراف لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، وتلتزم تمامًا بالمعايير الدولية المتعلقة بهذه القضية".
اتهامات متبادلة تثير القلق الدولي
جاءت تصريحات كييف مصحوبة باتهام مضاد لروسيا باستخدام مواد كيميائية محظورة في ساحات القتال، مما يعكس تصاعدًا جديدًا في الاتهامات المتبادلة بين الجانبين، وسط دعوات دولية للتحقيق في هذه الادعاءات.
يذكر أن استخدام ذخائر الفوسفور الأبيض والأسلحة الكيميائية يعد محظورًا بموجب القانون الدولي إذا استُخدم ضد أهداف مدنية أو في ظروف غير متوافقة مع المعايير الإنسانية.
الأزمة الروسية الأوكرانية
اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير 2022، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.
وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير 2022، شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.
عقوبات اقتصادية
وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات على عددٍ من الشخصيات الأوروبية والقيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.
فرار الملايين
ومنذ بدء الغزو الروسي، سُجّل أكثر من 8 ملايين لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة 7 ملايين ضمن البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
قبل النزاع، كان عدد سكان أوكرانيا أكثر من 37 مليوناً في الأراضي التي تسيطر عليها كييف، ولا تشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014، ولا المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا منذ العام نفسه.
وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن أكثر من نصف أطفال البلاد البالغ عددهم 7,5 مليون هم نازحون أو لاجئون.