بين الحزن والأمل.. ناشطون يعيدون إحياء ذكرى ضحايا الحرب في أوكرانيا
بين الحزن والأمل.. ناشطون يعيدون إحياء ذكرى ضحايا الحرب في أوكرانيا
وسط العاصمة الأوكرانية كييف، وقفت 5 شابات متحديات البرد القارس، في محاولة لإحياء مبادرة "دقيقة الصمت" التي أطلقها الرئيس فولوديمير زيلينسكي عام 2022، حيث حملت الفتيات لافتات تدعو المارة إلى التوقف عند الساعة التاسعة صباحًا لتأمل ذكرى ضحايا الغزو الروسي، لكن الاستجابة كانت محدودة، حيث مر معظم الناس دون التوقف.
محاولات لإعادة الزخم
بعد 3 سنوات من الحرب، تضاءل الاهتمام بهذه المبادرة التي كانت تهدف إلى جعل دقيقة الصمت جزءًا من الحياة اليومية، رغم ذلك، تواصل الناشطة أوليا كوزيل، طالبة الصحافة البالغة من العمر 17 عامًا، جهودها لتذكير الناس بأهميتها، وقالت كوزيل: "أشعر بالغضب من الذين يقرؤون لافتاتنا ثم يمضون في طريقهم" وفق وكالة فرانس برس.
يجتمع المشاركون في المبادرة أسبوعيًا في أماكن مزدحمة لتحفيز سكان كييف على التوقف لمدة دقيقة، وترى كوزيل في هذا النشاط وسيلة لمعالجة الحزن الجماعي والفردي الذي يعيشه الأوكرانيون، سواء كانوا على مقربة من الجبهة أو بعيدين عنها.
نحو قانون رسمي
شهدت الحملة تقدمًا هذا الأسبوع، إذ وافقت بلدية كييف على القراءة الأولى لمشروع قانون يجعل دقيقة الصمت إلزامية في المدارس وبعض وسائل النقل العام، ومن المقرر أن يصاحب الدقيقة عدّ تنازلي يبث عبر مكبرات الصوت في جميع أنحاء المدينة.
تعود فكرة دقيقة الصمت إلى الصحفية إيرينا تسيبوخ، التي تحولت إلى مقدمة رعاية على الجبهة، وقُتلت تسيبوخ قرب الجبهة في مايو الماضي، مما أثار موجة من الحزن العميق، وأكدت صديقتها كاترينا داتسينكو، التي شاركت في تأسيس منظمة "فشانوي" (الشرف)، أن المبادرة تهدف إلى إحياء ذكرى الضحايا وتعزيز التضامن الوطني.
وقالت داتسينكو: "لا أعرف كيف يمكن لدولة كبيرة كهذه أن تخلّد ذكرى كل شخص، لكن يمكننا ذلك على مستوى المجتمع".
رسالة إنسانية عميقة
من جانبه، أوضح أنطون دروبوفيتش، المدير السابق لمعهد الذاكرة الوطنية في أوكرانيا، أن دقيقة الصمت "لا تتعلق بالحرب بقدر ما تتعلق بالأشخاص الذين فقدناهم"، مؤكدًا أنها وسيلة للتعبير عن الحب والأسف على الكلمات التي لم تُقل.
رغم ذلك، يعترض بعض الأوكرانيين على الفكرة، معتبرين أن التذكير اليومي بخسائر الحرب قد يُبقي الناس أسرى الماضي، بدلًا من المضي قدمًا نحو المستقبل.