في اليوم الدولي للتضامن الإنساني.. دعوة لتعزيز التعاون لمواجهة الأزمات وتحقيق العدالة
في اليوم الدولي للتضامن الإنساني.. دعوة لتعزيز التعاون لمواجهة الأزمات وتحقيق العدالة
يحتفل العالم في 20 ديسمبر من كل عام، باليوم الدولي للتضامن الإنساني، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2005، وُعد هذا اليوم مناسبة هامة لتذكير الجميع بأهمية التضامن بين الشعوب لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجهها الإنسانية في العصر الحديث.
يهدف اليوم الدولي للتضامن الإنساني إلى تعزيز القيم الإنسانية المشتركة والتأكيد على ضرورة التعاون بين الدول والمجتمعات المختلفة لتحقيق العدالة الاجتماعية، لا سيما في ظل القضايا العالمية المتزايدة مثل الفقر، وتغير المناخ، والصراعات المسلحة.
ويُعتبر هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على الدور المهم الذي يلعبه العاملون في المجال الإنساني في تقديم المساعدات اللازمة للمتضررين من هذه الأزمات.
أهداف اليوم الدولي
يتمثل الهدف الرئيسي لهذا اليوم في تعزيز الوعي العالمي حول أهمية التضامن بين الدول والأفراد لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة، يتم تذكير الحكومات والشعوب، بضرورة تكاتف الجهود لمكافحة الفقر وتعزيز التنمية الاجتماعية في مختلف أنحاء العالم.
ويركز اليوم أيضًا على تعزيز التنمية المستدامة التي تشمل العديد من المجالات الحيوية، مثل التعليم والصحة، وحقوق الإنسان، وتوفير الظروف الملائمة لتقديم المساعدات الإنسانية في المناطق المتأثرة بالنزاعات والكوارث الطبيعية.
يُعتبر هذا اليوم فرصة لتشجيع الدول على العمل معًا لتحقيق الأهداف العالمية الخاصة بالإنسانية، وفي مقدمتها الأهداف الإنمائية للأمم المتحدة، كما يعزز من أهمية التعاون في مواجهة التحديات المشتركة مثل الصراعات المسلحة والكوارث الطبيعية التي تُؤثر على حياة الملايين من الأشخاص.
وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها البلدان في معالجة هذه القضايا، فإن هذا اليوم يبرز ضرورة العمل الجماعي وتضامن المجتمعات الإنسانية لمواجهة الأزمات بشكل أكثر فعالية.
تكريم العاملين بالمجال الإنساني
يحتفل العالم في 19 أغسطس من كل عام باليوم العالمي للعمل الإنساني، وذلك بعد الهجوم الذي وقع في بغداد عام 2003 وأسفر عن مقتل 22 من العاملين في المجال الإنساني، حيث أُقر هذا اليوم تكريمًا لجهود هؤلاء العاملين الذين يواصلون تقديم الدعم والمساعدة في المناطق المتأثرة بالصراعات والكوارث.
في عام 2024، ركزت الأمم المتحدة على تعزيز جهود المجتمع الدولي في مواجهة الهجمات التي يتعرض لها العاملون في مجال الإغاثة الإنسانية في مناطق مثل سوريا واليمن وجنوب السودان.
تحديات إنسانية في 2024
يواجه العالم في عام 2024 تحديات إنسانية غير مسبوقة، حيث تزايدت احتياجات المساعدات الإنسانية بشكل ملحوظ، ووفقًا للتقرير السنوي للأمم المتحدة، يواجه أكثر من 235 مليون شخص في جميع أنحاء العالم احتياجات إنسانية طارئة، هذه الأرقام تظهر حجم التحدي الكبير الذي يواجهه المجتمع الدولي في تقديم الدعم المناسب لهذه الفئات الضعيفة.
ومن أجل الاستجابة لهذه الاحتياجات، تتطلب الأمم المتحدة جمع ميزانية تقدر بـ48.65 مليار دولار لتلبية احتياجات المساعدات الإنسانية في مختلف أنحاء العالم.
وحتى يوليو 2024، تم تمويل نحو 12.26 مليار دولار فقط، ما يعني أن هناك فجوة تمويلية كبيرة تحتاج إلى معالجة عاجلة، تتزايد المخاوف من أن العجز في التمويل قد يؤثر سلبًا على قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم الدعم للمتضررين.
حماية العاملين بمجال الإغاثة
تُظهر الإحصائيات المقلقة أن الهجمات على العاملين في المجال الإنساني تتزايد في مناطق النزاع حول العالم، في عام 2023، قُتل 261 من العاملين في المجال الإنساني في حوادث عنف، بينما تم اختطاف 78 منهم، ويتوقع أن تفوق 2024 هذه الأرقام، هذه الحوادث تشير إلى التهديدات المتزايدة التي يواجهها هؤلاء الأفراد، الذين يعملون في ظل ظروف غير آمنة بهدف تقديم المساعدة للمتضررين من الأزمات الإنسانية، تزداد هذه التهديدات في مناطق مثل سوريا، واليمن، وجنوب السودان، حيث يُعد العاملون المحليون أكثر عرضة للهجوم أو الاستهداف من قبل الجماعات المسلحة.
وتشير التقارير إلى أن الغالبية العظمى من الضحايا هم من الموظفين المحليين، وهو ما يعكس المخاطر الكبيرة التي يتعرض لها العاملون في مجال الإغاثة الإنسانية في هذه المناطق.
وعلى الرغم من محاولات المجتمع الدولي لتوفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني، فإن هذه الجهود لا تزال غير كافية، خاصة في ظل عدم محاسبة المسؤولين عن الهجمات ضد العاملين في المجال الإنساني.
تعزيز التعاون الدولي
في ظل هذه التحديات المستمرة، يواصل المجتمع الدولي الدعوة إلى ضرورة تعزيز التضامن بين الدول لمواجهة الأزمات الإنسانية، يتطلب هذا الوضع استجابة سريعة وفعّالة من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومات، والمنظمات الإنسانية، والقطاع الخاص، يجب على الدول أن تعزز من دعمها للمنظمات الإنسانية وتمويل المشاريع التي تهدف إلى تقديم المساعدة للمتضررين من الأزمات، كما يتطلب الوضع الدولي مزيدًا من التعاون بين المنظمات الدولية والمحلية لضمان وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر احتياجًا.
تتمثل الخطوة المهمة نحو تحسين الوضع الإنساني في ضرورة توفير حماية أكبر للعاملين في المجال الإنساني في مناطق النزاع، يجب على الدول أن تتبنى سياسات أكثر فاعلية لحماية هؤلاء الأفراد وضمان عدم تعرضهم للهجمات أو العنف أثناء تأديتهم مهامهم الإنسانية.
ويتطلب الوضع الراهن إجراءات عاجلة للحد من المعاناة الإنسانية، وتحقيق بيئة آمنة للعاملين في المجال الإنساني، وبالتالي ضمان استجابة فعالة لجميع الأزمات الإنسانية في المستقبل.
ويُعتبر اليوم الدولي للتضامن الإنساني فرصة لتوحيد الجهود العالمية من أجل تعزيز القيم الإنسانية وتقديم الدعم للمتضررين من الأزمات، في الوقت نفسه، يُبرز اليوم العالمي للعمل الإنساني الحاجة إلى حماية العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، الذين يتعرضون لمخاطر كبيرة أثناء أداء مهامهم، ويعد تعزيز التضامن بين الدول والشعوب من أجل توفير المساعدات الإنسانية والعمل على تحسين وضع هؤلاء العاملين هو السبيل الوحيد للحد من المعاناة الإنسانية في العالم.