زوجات وأمهات الجنود الإسرائيليين يتظاهرن للمطالبة بتجنيد اليهود المتشددين
زوجات وأمهات الجنود الإسرائيليين يتظاهرن للمطالبة بتجنيد اليهود المتشددين
تظاهر مئات من الإسرائيليين، بينهم زوجات وأمهات الجنود، احتجاجًا على إعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية، في وقت تشهد فيه البلاد حربًا مستمرة في قطاع غزة، ما جعل العبء يتزايد على الجيش الإسرائيلي.
وتجري هذه الاحتجاجات، وفقا لما أوردته فرانس برس، اليوم الاثنين، في تل أبيب عند جسر يربط بين ضاحية بني براك ذات الأغلبية المتشددة وجفعات شموئيل، حيث يطالب المحتجون بتطبيق "التجنيد للجميع"، رغم التوترات المستمرة بين الطرفين، وعلى الرغم من دعوات المحكمة العليا بإلغاء إعفاءات الحريديم، فإن الحكومة الإسرائيلية، التي تضم أعضاء من الأحزاب الدينية المتشددة، ما زالت تحافظ على هذا الإعفاء.
ومنذ أكثر من 14 شهرًا من الحرب، يطالب المتظاهرون بتجنيد الجميع، بمن في ذلك اليهود المتشددون الذين يشكلون نحو 14% من سكان البلاد.
تحديات أمنية واقتصادية
ومنذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، فقدت إسرائيل حوالي 818 جنديًا، وتشارك النساء في التظاهرات للمطالبة بتوزيع عبء الخدمة العسكرية بشكل عادل، وتقول ميخال فيليان، وهي أم لأربعة أبناء يخدمون في الجيش: "نحن هنا لطلب المساعدة من إخوتنا على الجانب الآخر من الجسر"، مشددة على ضرورة "تقاسم العبء".
ويُلاحظ أن زيادة أعداد القتلى بين اليهود المتدينين في الحرب الأخيرة قد ساهمت في زيادة الغضب في صفوف الإسرائيليين، الذين بدؤوا ينظرون إلى إعفاء المتشددين من التجنيد على أنه ظلم بحق الآخرين، حيث يشير الباحث عموتس آسا-إل إلى أن الغضب بدأ يخرج عن نطاق الشكاوى النظرية ليصبح واقعًا يهدد التماسك الداخلي.
ورغم التحديات السياسية، ترى العديد من الأمهات والزوجات ضرورة تغيير سياسة الإعفاء من الخدمة العسكرية، حيث تؤكد المحامية روتم أفيدار تساليك أن "تجنيد المتشددين ولو بمعدل بسيط سيكون له تأثير كبير على الوضع الأمني"، بينما تردد المحامية شفوت رنان: "الإعفاء غير قابل للاستمرار في الواقع الأمني الذي نعيشه".
الحرب على قطاع غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر 2023 قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 45 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 106 آلاف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.