اليوم الدولي للتعليم 2025.. كيف نحافظ على إنسانية التعليم في عصر التكنولوجيا؟
يحتفل به 24 يناير من كل عام
منذ أن أعلنت الأمم المتحدة يوم 24 يناير يومًا دوليًا للتعليم، أصبح هذا التاريخ فرصة عالمية للتفكير في التحديات والفرص التي تواجه قطاع التعليم، بهدف تسليط الضوء على أهمية التعليم في تعزيز السلام والتنمية المستدامة.
وفي عام 2025، يُخصص هذا اليوم لموضوع "الذكاء الاصطناعي والتعليم: الحفاظ على التدخلات البشرية في عالم يسوده التشغيل الآلي".
وتركز منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” هذا العام على فهم الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في التعليم وأهمية الحفاظ على التدخل البشري في العملية التعليمية، فمع تسارع الابتكارات التكنولوجية واعتماد نظم الذكاء الاصطناعي أصبح من الضروري وضع قواعد واضحة لاستخدامها بشكل آمن وأخلاقي.
تحديات الذكاء الاصطناعي
يقدم الذكاء الاصطناعي أدوات جديدة يمكنها تحسين التعليم، مثل تخصيص المناهج الدراسية ومساعدة المعلمين في تقييم الطلاب، لكن هناك تحديات، ومن أبرزها:
الاستبدال المحتمل للتفاعل الإنساني:
شددت اليونسكو على أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أداة داعمة للمعلمين والطلاب، لا بديلاً عنهم.
الفجوة الرقمية:
أشارت اليونسكو إلى أن 60% من المدارس عالميًا تفتقر إلى الإنترنت، بينما لا تحظى 25% منها بالكهرباء.
الأطر التنظيمية:
لا تزال العديد من الدول تفتقر إلى سياسات واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، مع وجود اختلافات كبيرة في مدى اعتماد هذه التكنولوجيا.
مبادرات اليونسكو
أطلقت اليونسكو إرشادات غير مسبوقة لتوجيه استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم والبحث، وهي تشمل إطار الكفاءات للمعلمين والتلاميذ، وقد نُشر في عام 2024 لتحديد المهارات اللازمة للتعامل مع الذكاء الاصطناعي بشكل آمن ومسؤول.
كما تشمل فعاليات اليوم الدولي للتعليم 2025، حيث تتضمن مؤتمرات دولية في باريس ونيويورك وحلقات دراسية على الإنترنت لمناقشة مكانة الذكاء الاصطناعي في التعليم.
ويستخدم أكثر من 67% من طلاب المدارس الثانوية في الدول ذات الدخل المرتفع أدوات الذكاء الاصطناعي في الواجبات المدرسية، ولكن 10% من المؤسسات التعليمية لديها سياسات رسمية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، 40% من الدول تمنع استخدام الهواتف المحمولة في المدارس، مقارنة بـ24% في منتصف 2023.
توصيات مستقبلية
في هذا الإطار توصي اليونسكو بالاستثمار في تدريب المعلمين والطلاب، عبر تعليم الجميع كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مدروس وأخلاقي، بالإضافة إلى تعزيز البنية التحتية، من خلال تأمين الكهرباء والإنترنت في المدارس، وأخيرا إضافة الموارد، بالتأكيد على أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون إضافة للموارد الحالية، وليس بديلاً عنها.
يمثل اليوم الدولي للتعليم لعام 2025 فرصة لإعادة تقييم الدور الذي يمكن أن تلعبه التكنولوجيا في التعليم، ففي الوقت الذي يفتح فيه الذكاء الاصطناعي آفاقًا واسعة، لكنه يطرح أسئلة أساسية حول تأثيره على العنصر البشري، ويظل الهدف الأساسي هو تمكين المعلمين والطلاب مع الحفاظ على القيم الإنسانية والاجتماعية.