غوتيريش يحذّر من أزمة المناخ ومخاطر الذكاء الاصطناعي على مستقبل البشرية

غوتيريش يحذّر من أزمة المناخ ومخاطر الذكاء الاصطناعي على مستقبل البشرية
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في كلمته أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، الأربعاء، أن العالم يواجه تهديدين عميقين يهددان بقلب الحياة كما نعرفها.

وحذر غوتيريش من أزمة المناخ المتفاقمة والتوسع غير المنضبط للذكاء الاصطناعي، مشددًا على أن التعامل مع هذه القضايا يتطلب استجابة جماعية عاجلة، وفقا لأخبار الأمم المتحدة.

وأشار غوتيريش خلال كلمته إلى شعار المنتدى لهذا العام، "التعاون من أجل العصر الذكي"، ووصفه بأنه رؤية نبيلة، لكنه قال: "علينا أن نواجه الواقع، فعندما ينظر الكثيرون حول العالم، لا يجدون تعاونًا كافيًا، وربما لا يرون ما يكفي من الذكاء في مواجهة هذه التحديات".

تصاعد الصراعات

أشار غوتيريش إلى التحديات الناجمة عن الصراعات الدولية، موضحًا أن هذه الأزمات تعيد تشكيل مناطق بأكملها، وأكد أن منطقة الشرق الأوسط ليست بمنأى عن ذلك، حيث أدى النزاع في غزة إلى مآسٍ إنسانية كبيرة.

وقال: "رغم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، ما زلنا نواجه معركة صعبة لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحّة".

واستعرض غوتيريش أزمات أخرى مثل الحرب في أوكرانيا والصراع في السودان، مؤكدًا أهمية تعزيز الجهود الدبلوماسية، وشدد على أن "السلام يجب أن يستند إلى مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك السيادة والاستقلال السياسي وسلامة الأراضي".

"وحش فرانكشتاين"

تناول غوتيريش أزمة المناخ بوصفها التهديد الأكبر للبشرية حاليًا، وأوضح أن تحليلًا حديثًا أظهر أن ارتفاع مستويات سطح البحر قد يؤدي إلى غرق 13 من أكبر موانئ النفط العالمية، مما سيؤثر بشكل كارثي على الاقتصاد العالمي.

وقال: "إدمان العالم على الوقود الأحفوري يشبه وحش فرانكشتاين الذي لا يدخر شيئًا ولا أحدًا"، ولفت إلى أن عام 2024 قد يكون أول عام تتجاوز فيه درجات الحرارة العالمية عتبة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، محذرًا من العواقب الوخيمة لهذا الانحراف.

ورغم التحذيرات، أشار غوتيريش إلى وجود فرص واعدة تتمثل في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، التي وصفها بأنها "توفر طاقة رخيصة ومستدامة وفرصًا اقتصادية غير مسبوقة"، وحثّ الحكومات على تقديم خطط عمل مناخية وطنية شاملة قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في البرازيل.

وأضاف: "علينا تسريع وتيرة التحول نحو الاقتصاد الأخضر.. الآن هو الوقت لتحويل الالتزامات إلى أفعال، وجعل عام 2025 عامًا فارقًا للعمل المناخي".

الذكاء الاصطناعي

انتقل غوتيريش إلى الحديث عن التهديد الثاني، المتمثل في الذكاء الاصطناعي غير الخاضع للحكم، وقال: "يحمل الذكاء الاصطناعي وعودًا هائلة، لكنه ينطوي على مخاطر عميقة إذا تُرِك دون تنظيم"، وحذر من أن هذه التكنولوجيا قد تُستخدم كأداة للخداع، وتعطيل الاقتصادات، وتقويض الثقة في المؤسسات.

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يزيد من عدم المساواة، مما يضعف المجتمعات الأكثر فقرًا التي تفتقر إلى الموارد اللازمة للاستفادة من هذه التقنية، قائلا: نحن بحاجة إلى ضمان أن تخدم هذه التكنولوجيا البشرية، لا أن تصبح أداة لتدمير المجتمعات".

وأوضح غوتيريش أن الميثاق الرقمي العالمي، الذي اعتمدته الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، يقدم رؤية مشتركة لكيفية تسخير التكنولوجيا الرقمية لصالح البشرية، ودعا إلى استثمارات أوسع في البنية التحتية الرقمية ومحو الأمية التكنولوجية، لضمان أن تكون فوائد الذكاء الاصطناعي متاحة للجميع.

واختتم غوتيريش كلمته بدعوة قادة العالم إلى تحمل المسؤولية في مواجهة هذه التحديات، وقال: "علينا أن نتحرك فورًا وبشكل جماعي.. المستقبل يعتمد على اختياراتنا اليوم، ولا يمكننا تحمل الانتظار أكثر"، وحثّ المجتمع الدولي على اغتنام الفرصة لإحداث تغيير جذري يضمن مستقبلًا أكثر أمانًا واستدامة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية