«فايننشيال تايمز» ترامب يعين مقدّم بودكاست يمينياً نائباً لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي
أبرز المدافعين عن هجوم الكابيتول
قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعيين دان بونجينو، المعلق السياسي اليميني ومقدّم البودكاست المعروف، نائبًا لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI).
اشتهر بونجينو بدعمه القوي لترامب وترويجه لنظريات المؤامرة حول نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020 والهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، وفقا لتقرير نشرته "فايننشيال تايمز".
وظهر بونجينو بانتظام على قناة "فوكس نيوز"، حيث قدم تحليلات سياسية منحازة لترامب، كما استضافه بودكاسته اليومي، "ذا دان بونجينو شو"، الذي حظي بشعبية واسعة في الأوساط المحافظة، ما جعله أحد أبرز الأصوات الإعلامية المؤيدة للرئيس الأمريكي.
وأدى كاش باتيل اليمين الدستورية الأسبوع الماضي كمدير جديد لمكتب التحقيقات الفيدرالي، ليصبح بذلك الرئيس التاسع للوكالة الفيدرالية، وجاء تعيين بونجينو ليشغل منصب الرجل الثاني في المكتب، ما أثار جدلًا واسعًا حول مدى تأثير القرارات الجديدة على استقلالية الوكالة.
تاريخ بونجينو في الخدمة الأمنية والإعلامية
عمل بونجينو سابقًا في جهاز الخدمة السرية، حيث تولى مهام حماية الرئيسين السابقين جورج دبليو بوش وباراك أوباما، كما بدأ مسيرته في إنفاذ القانون ضمن شرطة نيويورك قبل أن يتحول إلى العمل السياسي والإعلامي.
خاض بونجينو ثلاث محاولات غير ناجحة للترشح لمجلس النواب، لكنه اكتسب شهرة واسعة كمعلّق سياسي ومحاور في البرامج اليمينية، حيث استخدم منصاته الرقمية، بما في ذلك "يوتيوب" و"رَمبِل"، للترويج لأفكاره المحافظة، لكنه تعرض لانتقادات واسعة بسبب نشره معلومات مضللة.
أوقف "يوتيوب" حسابه في عام 2022 بعد نشره محتوى مضادًا لاستخدام الكمامات خلال جائحة كورونا.
دور بونجينو في دعم ترامب
شارك بونجينو بشكل فاعل في دعم حملة ترامب الرئاسية، وبرز كأحد أبرز الأصوات التي شككت في نتائج انتخابات 2020، والتي خسرها ترامب أمام جو بايدن.
هاجم بونجينو خصوم ترامب بشدة، واصفًا الرئيس السابق بايدن بأنه "أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة".
انتقد بونجينو مكتب التحقيقات الفيدرالي، لا سيما في ما يتعلق بالتحقيقات المرتبطة بهجوم الكابيتول، وطرح عبر برنامجه تساؤلات حول دور مكتب التحقيقات في الحادثة، ملمّحًا إلى احتمال تورطه، كما أعرب عن استيائه من الترتيبات الأمنية التي اتخذت لحماية ترامب خلال محاولة الاغتيال التي تعرّض لها العام الماضي.
تعيين يثير المخاوف
أثار تعيين بونجينو قلق الأوساط السياسية، خاصة بين الديمقراطيين، الذين يرون أن الخطوة قد تؤدي إلى تسييس مكتب التحقيقات الفيدرالي وتعزيز سيطرة ترامب على إحدى أهم الوكالات الأمنية في البلاد.
اعتمدت الإدارة الأمريكية تقليديًا على تعيين شخصيات مهنية ذات خبرة طويلة في إنفاذ القانون لشغل منصب نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، لكن اختيار شخصية إعلامية بارزة ومقربة من ترامب أثار تساؤلات حول مدى التزام المكتب بالحياد والاستقلالية في المرحلة المقبلة.
تعليق بونجينو
أعلن بونجينو عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي عن امتنانه لترامب والنائب العام بام بوندي والمدير كاش باتيل على ثقتهم به، مؤكدًا استعداده "للتخلي عن بودكاسته من أجل خدمة الوطن".
وأكد كريس بافلوفسكي، الرئيس التنفيذي لمنصة "رَمبِل"، التي استضافت محتوى بونجينو منذ عام 2020، أن الأخير سيتوقف مؤقتًا عن إنتاج المحتوى الرقمي أثناء توليه المنصب الأمني الجديد.
وأشار بافلوفسكي إلى أن بونجينو سيظل مساهمًا في المنصة، واصفًا إياه بأنه "رائد في مجال الإعلام الرقمي ومدافع عن حرية التعبير".
مستقبل مكتب التحقيقات الفيدرالي
أثار القرار جدلًا حول مستقبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، خاصة مع توجه الإدارة الحالية نحو تعيين شخصيات محسوبة على تيار معين في مناصب حساسة داخل الوكالة.
واعتاد مكتب التحقيقات الفيدرالي على إبقاء قيادته بعيدة عن التجاذبات السياسية لضمان نزاهة التحقيقات وإنفاذ القانون، لكن تعيين بونجينو قد يغيّر هذا التقليد.