روبيو يزور السعودية لبحث موقف أوكرانيا من إنهاء الحرب

روبيو يزور السعودية لبحث موقف أوكرانيا من إنهاء الحرب
وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو

توجَّه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أمس الأحد، إلى المملكة العربية السعودية لإجراء مباحثات مع مسؤولين أوكرانيين، وذلك في ظل مراجعة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقراره المتعلق بتجميد المساعدات العسكرية لكييف.

وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن روبيو سينتقل بعد زيارته للسعودية إلى كيبيك، حيث سيشارك في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع، ليصبح بذلك أرفع مسؤول أمريكي يزور كندا منذ عودة ترامب إلى السلطة، وفقًا لوكالة “فرانس برس”.

أجندة المباحثات

يناقش روبيو خلال زيارته إلى جدة، التي تمتد من الاثنين إلى الأربعاء، سبل دفع جهود الرئيس الأمريكي لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وامتنعت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تامي بروس، عن استخدام مصطلح "الغزو الروسي"، مكتفية بالإشارة إلى "الصراع القائم".

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -في وقت سابق- عن حضوره إلى جدة، حيث تزامنت زيارته مع وجود المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، المعروف بقربه من الرئيس ترامب.

وأشار ترامب -خلال حديثه مع الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" مساء الأحد- إلى أنه يتوقع تحقيق "تقدم كبير" خلال الأسبوع الجاري.

تجميد المساعدات

علَّق ترامب المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخبارية مع أوكرانيا عقب اجتماع متوتر مع زيلينسكي في 28 فبراير في البيت الأبيض.

وشهد اللقاء مواجهة حادة، حيث انتقد نائب الرئيس الأمريكي، جاي دي فانس، الرئيس الأوكراني أمام وسائل الإعلام بسبب ما وصفه بعدم إبداء كييف الامتنان الكافي للدعم الأمريكي، الذي تجاوزت قيمته مليارات الدولارات.

وغادر زيلينسكي واشنطن من دون توقيع اتفاق خاص بالمعادن، كانت إدارة ترامب قد طالبته به تعويضًا لدافعي الضرائب الأمريكيين عن المساعدات السابقة التي قدمتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، ومع ذلك، أبدى زيلينسكي لاحقًا استعداده لتوقيع الاتفاق، ما دفع ترامب إلى الإشارة إلى هذا التطور خلال خطابه أمام الكونغرس يوم الثلاثاء.

شروط استئناف الدعم الأمريكي

أعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى روسيا وأوكرانيا، كيث كيلوغ، يوم الخميس، أن استئناف المساعدات الأمريكية لأوكرانيا مرهون بتوقيع زيلينسكي على الاتفاق، مشددًا على أن القرار النهائي سيظل بيد ترامب.

ونقلت شبكة "إن بي سي نيوز" عن مصادرها أن الرئيس الأمريكي لن يتراجع عن هذا الشرط، بل سيعمل على ضمان استعداد زيلينسكي لتقديم تنازلات لروسيا في إطار أي اتفاق سلام محتمل.

وسارع القادة الأوروبيون إلى البحث عن بدائل لتعويض الدعم الأمريكي لأوكرانيا، رغم أن زيلينسكي أكد أن أي اتفاق مع روسيا يجب أن يتضمن ضمانات أمنية أمريكية، ورغم الجهود الدبلوماسية، واصلت روسيا استهداف البنية التحتية للطاقة الأوكرانية.

ومن جانبه، لوَّح ترامب يوم الجمعة بفرض عقوبات إضافية على روسيا إذا لم تستجب للمطالب الأمريكية بشأن المفاوضات، وفي خطوة دبلوماسية لافتة، التقى روبيو، الشهر الماضي، بنظيره الروسي سيرغي لافروف، حيث ناقش الطرفان آفاق التعاون الاقتصادي بين واشنطن وموسكو في مرحلة ما بعد الحرب، ما يمثل تحولًا في الموقف الأمريكي تجاه موسكو مقارنة بسياسات إدارة بايدن.

الانتقال إلى كيبيك

ينتقل روبيو بعد زيارته السعودية إلى كيبيك للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع، حيث يسعى لتعزيز المصالح الأمريكية في ملفات السلام والأمن والاستقرار العالمي.

ولم يشر بيان الخارجية الأمريكية إلى التوترات الأخيرة بين واشنطن وأوتاوا، رغم الانتقادات التي وجهها ترامب إلى كندا، وتهديده بفرض رسوم جمركية جديدة.

وتشير هذه الجولة الدبلوماسية إلى أن إدارة ترامب تسعى إلى إعادة تشكيل سياساتها الخارجية، خاصة فيما يتعلق بأوكرانيا، بما يتماشى مع أولوياتها الاقتصادية والاستراتيجية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية