ترامب يأمر بتجميد المساعدات العسكرية لأوكرانيا ويؤكد: «أمريكا لن تتسامح طويلاً"

ترامب يأمر بتجميد المساعدات العسكرية لأوكرانيا ويؤكد: «أمريكا لن تتسامح طويلاً"
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

أفاد مسؤول في البيت الأبيض مساء الإثنين بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر قرارًا بتجميد المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وذلك عقب مواجهة علنية بينه وبين نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضوي يوم الجمعة الماضي.

ووفقًا لوكالة "فرانس برس"، أوضح المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن المساعدات تُراجع حاليًا لضمان مساهمتها في إنهاء الحرب بين موسكو وكييف، مشددًا على أن "الرئيس يركز على تحقيق السلام، ونحتاج إلى التزام شركائنا أيضًا بهذا الهدف".

ويشمل القرار مساعدات عسكرية كانت قد أُقرت خلال ولاية الرئيس السابق جو بايدن، وقد استلمت كييف جزءًا كبيرًا منها، فيما لا يزال الجزء المتبقي قيد التجميد، وهو يتضمن معدات وأسلحة.

يأتي هذا القرار بعد اجتماع عقده ترامب في البيت الأبيض بحضور وزير الدفاع بيت هيغسيث ووزير الخارجية ماركو روبيو، إلى جانب عدد من كبار مستشاريه.

وكان ترامب قد رد على سؤال حول تعليق المساعدات بقوله: "لم أتحدث عن هذا الأمر حتى الآن.. سنرى ما سيحدث، هناك الكثير يجري الآن"، كما أشار إلى أن زيلينسكي "يجب أن يكون أكثر امتنانًا" للولايات المتحدة، لافتًا إلى أن التوصل إلى اتفاق حول المعادن الأوكرانية ما يزال قيد البحث.

وفي سياق متصل، ذكر مسؤول أمريكي آخر لشبكة فوكس نيوز أن قرار التجميد "مؤقت"، مؤكدًا أن "هذه ليست نهاية دائمة للمساعدات، بل هي وقفة مؤقتة".

دي فانس: زيلينسكي سينخرط في العملية السلمية

من جانبه، أعرب نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس عن ثقته بأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سينضم "في نهاية المطاف" إلى العملية السلمية التي أطلقها ترامب، رغم رفض كييف لها لافتقارها لضمانات أمنية.

وقال فانس في مقابلة مع فوكس نيوز: "لا يهمني ما يقوله زيلينسكي عني أو عن غيري، لكنه رفض بوضوح الانخراط في عملية السلام التي أكد الرئيس ترامب أنها تمثل سياسة الشعب الأمريكي".

وأضاف: "أعتقد أن زيلينسكي لم يصل إلى هذه القناعة بعد، لكنه سيصل إليها في النهاية، وعليه أن يفعل ذلك".

ترامب: "أمريكا لن تتسامح طويلًا"

حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن الولايات المتحدة "لن تتسامح طويلًا" مع موقف زيلينسكي حيال وقف إطلاق النار مع روسيا، وذلك بعد أيام من التوتر العلني بينهما.

وأشار ترامب، عبر منشوره على منصته "تروث سوشال"، إلى تصريح منسوب لزيلينسكي يقول فيه إن "نهاية الحرب ما تزال بعيدة جدًا"، وعلق ترامب: "هذا أسوأ تصريح يمكن لزيلينسكي أن يدلي به، وأمريكا لن تتسامح معه طويلًا".

وعدَّ ترامب زيلينسكي "لا يريد تحقيق السلام طالما أنه يحصل على دعم أمريكا"، كما انتقد الحلفاء الأوروبيين الذين عقدوا قمة في لندن لدعم كييف، معتبرًا أنهم أقرّوا بعدم قدرتهم على الاستمرار دون الولايات المتحدة.

وقال ترامب: "ربما لم يكن ذلك التصريح الأفضل لإظهاره في مواجهة روسيا.. ماذا كانوا يفكرون؟"، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أكد أن دعم الولايات المتحدة ضروري لتحقيق السلام في أوروبا.

تداعيات المشادة بين ترامب وزيلينسكي

جاءت هذه التصريحات عقب المشادة التي دارت بين ترامب ونائبه جاي دي فانس من جهة، وزيلينسكي من جهة أخرى، في المكتب البيضوي يوم الجمعة، واتهم ترامب ونائبه الرئيس الأوكراني بعدم إظهار الامتنان للمساعدات الأمريكية، في حين أصرّ زيلينسكي على ضرورة توفير ضمانات أمنية في أي اتفاق سلام مع موسكو.

وبعد الحادثة، طُلب من الوفد الأوكراني مغادرة البيت الأبيض دون توقيع الاتفاق المتوقع حول استثمارات أمريكية في المعادن النادرة الأوكرانية.

وأكد مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز أن ترامب سيجتمع مع كبار مستشاريه لبحث الخطوات المقبلة بشأن أوكرانيا، مشيرًا إلى أن "ما نريده من زيلينسكي هو أن يُظهر أسفه لما حدث، ويكون مستعدًا لتوقيع اتفاق المعادن، والانخراط في محادثات السلام".

وفي الوقت نفسه، رفض المسؤولون الأمريكيون تأكيد تقرير لموقع "أكسيوس" حول نية ترامب وقف جميع المساعدات العسكرية لكييف.

وفي خطوة لبحث تطورات القمة الأوروبية، أجرى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو اتصالًا بنظيره البريطاني ديفيد لامي، حيث أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس أن "واشنطن مستعدة للتفاوض لإنهاء النزاع وستواصل العمل مع المملكة المتحدة لتحقيق السلام في أوكرانيا".

من جانبه، أثار المستشار الألماني المنتظر فريدريش ميرتس الجدل حين اعتبر أن المشادة بين ترامب وزيلينسكي كانت "مفتعلة"، مشيرًا إلى أن "رد الفعل لم يكن عفويًا"، فيما نفى والتز هذا الادعاء، مؤكداً أن "ما حدث كان لحظة مواتية، والرئيس زيلينسكي هو من ألحق الضرر بموقفه".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية