«إيران إنترناشيونال»: أحكام بالسجن لـ 3 مواطنين اعتنقوا المسيحية

أصدرت محكمة الثورة في طهران أحكامًا بالسجن تتعدى 41 عامًا على 3 مواطنين إيرانيين اعتنقوا الديانة المسيحية، وهم: نرجس نصري، عباس سوري، ومهران شاملوئي، بتهم تتعلق بما وصفته السلطات بـ"النشاط الدعائي المخالف للشريعة الإسلامية" و"الانتماء إلى جمعيات معارضة للدولة"، بحسب ما ذكرت قناة "إيران إنترناشيونال"، اليوم الأربعاء.

وحُكِم على نرجس نصري بالسجن 16 عامًا، فيما صدر حكم بالسجن 15 عامًا بحق عباس سوري، في حين نال مهران شاملوئي عقوبة بالسجن لمدة 10 سنوات و8 أشهر، إضافة إلى غرامات مالية تبلغ قيمتها الإجمالية 910 ملايين تومان (نحو 11 ألف دولار)، وحرمانهم من الحقوق الاجتماعية.

وبحسب تقرير لموقع "هرانا" الحقوقي، أصدر القاضي إيمان أفشاري، رئيس الفرع 26 لمحكمة الثورة في طهران، هذه الأحكام التي تم إبلاغ المحكومين بها رسميًا.

التواصل مع الخارج

وجاء في حيثيات الأحكام أن نرجس نصري أدينت بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة "التواصل مع الخارج بطريقة مؤثرة وعميقة"، و5 سنوات بتهمة "الانتماء إلى جمعيات معارضة للدولة"، وسنة واحدة بتهمة "النشاط الدعائي ضد النظام"، إلى جانب حرمانها من الحقوق الاجتماعية لمدة 15 عامًا، وغرامة مالية بقيمة 330 مليون تومان (نحو 3500 دولار). 

وفرضت عليها عقوبات تكميلية، من بينها حظر السفر، منع الإقامة في طهران والمحافظات المجاورة، وعدم المشاركة في أي تجمعات اجتماعية لمدة عامين، رغم أنها حامل في شهرها الرابع.

أما عباس سوري، فقد حُكِم عليه بالسجن 10 سنوات بتهمة "النشاط الدعائي المخالف للشريعة الإسلامية"، و5 سنوات إضافية بتهمة "الانتماء إلى جمعيات معارضة للدولة"، إضافة إلى غرامة مالية 330 مليون تومان وحرمانه من الحقوق الاجتماعية لمدة 15 عامًا، مع منعه من السفر والإقامة في طهران.

وفيما يخص مهران شاملوئي، فقد حُكِم عليه بالسجن 8 سنوات بتهمة "النشاط الدعائي المخالف للشريعة الإسلامية"، وسنتين و8 أشهر أخرى بتهمة "الانتماء إلى جمعيات معارضة للدولة"، مع غرامة مالية قدرها 250 مليون تومان (نحو 3 آلاف دولار)، وحرمانه من الحقوق الاجتماعية لمدة 15 عامًا.

ممارسة الشعائر الدينية

اعتُقل هؤلاء المواطنون الثلاثة في 1 نوفمبر 2023 بسبب تشكيلهم كنيسة منزلية في طهران، وأُطلق سراحهم مؤقتًا في 1 ديسمبر (كانون الأول) 2023 بعد دفع كفالات مالية. 

وعُقدت جلسة محاكمتهم في 13 فبراير (شباط) 2024، بعد جلسة تحقيق أولية جرت في يناير (كانون الثاني) من العام ذاته.

ووفقًا لمنظمة "المادة 18"، فقد تم اعتقال 10 مسيحيين آخرين في الفترة نفسها، خلال مداهمات متزامنة لمنازل مسيحيين في مدن كرج، مشهد، شيراز، وبندر عباس.

الاعتراف الرسمي بالمسيحية

على الرغم من أن الدستور الإيراني يعترف بالمسيحية كإحدى الديانات الرسمية، فإن النظام الإيراني يتعامل بصرامة مع المسلمين الذين يعتنقون المسيحية، حيث اعتُقل المئات منهم على مدى العقود الماضية، وصدر بحقهم أحكام بالسجن بتهم تتعلق بالأمن القومي والترويج لأفكار تتعارض مع الشريعة الإسلامية.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تنص فيه المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على حق كل شخص في حرية الدين والمعتقد، بما في ذلك تغيير ديانته والتعبير عنها بشكل فردي أو جماعي، علنًا أو سرًا.