«الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان»: الحصار على غزة يفاقم الأزمة الإنسانية
«الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان»: الحصار على غزة يفاقم الأزمة الإنسانية
حذّرت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في غزة، الاثنين، من أن الحصار المفروض على القطاع يفاقم الأزمة الإنسانية إلى حد "الإبادة البطيئة"، في ظل غياب تحرك دولي جاد لإنهاء المعاناة المستمرة.
وأكدت الهيئة، خلال مؤتمر صحفي اليوم الاثنين، أن استمرار إغلاق المعابر وعرقلة إدخال المساعدات يشكلان انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، محذرة من أن الوضع في غزة تجاوز حدود الأزمة الإنسانية المعتادة ليصبح تهديدًا وجوديًا لسكانه.
أزمة صحية وغذائية تهدد مئات الآلاف
وأوضحت الهيئة أن 25 ألف مريض وجريح يواجهون خطر الموت بسبب نقص المعدات الطبية والعلاجات الضرورية، في حين يعاني 300 ألف طفل من الجوع والبرد القارس، ما يجعل حياتهم في خطر دائم.
كما حذرت من أن غياب مياه الشرب النظيفة وانتشار القمامة يهددان بحدوث كارثة صحية قد تؤدي إلى تفشي الأوبئة بين السكان، مؤكدة أن إغلاق المعابر يمثل "جريمة حرب" يجب أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليتها.
دعوات لتدخل دولي فوري
طالبت الهيئة المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لفرض فتح المعابر، وإدخال المساعدات المنقذة للحياة، مشددة على ضرورة الضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار المفروض على غزة، والذي وصفته بأنه "إبادة ممنهجة لشعب بأكمله".
كما دعت إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة لمراقبة المعابر وضمان احترام حقوق الإنسان، محذرة من أن استمرار الصمت الدولي سيؤدي إلى خسائر بشرية أكبر وكوارث إنسانية لا يمكن إصلاحها.
واختتمت الهيئة بيانها بتأكيد أن كل دقيقة تمر دون تحرك تعني المزيد من الضحايا والمزيد من الألم لشعب غزة، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية قبل فوات الأوان.
دمار اقتصادي وبشري
تشير التقارير إلى أن الحرب الأخيرة خلفت دمارًا هائلًا في قطاع غزة، حيث تضرر أو دُمّر أكثر من 292 ألف منزل، فيما أصبحت 95% من المستشفيات غير صالحة للعمل.
أما على الصعيد الاقتصادي، فقد سجل القطاع انكماشًا بنسبة 83%، وقفزت الأسعار بنسبة 300% خلال عام واحد، بينما بلغ معدل البطالة 80%، وسط خسائر مادية تقدر بـ30 مليار دولار، منها 53% في قطاع الإسكان وحده.
وأسفرت الحرب حتى الآن عن استشهاد أكثر من 48 ألف شخص وإصابة أكثر من 111 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة وسط أزمة واحتياجات إنسانية هائلة.