مشادة دبلوماسية في مجلس حقوق الإنسان بين ممثل إيران ونائب سويدي
مشادة دبلوماسية في مجلس حقوق الإنسان بين ممثل إيران ونائب سويدي
شهدت جلسة مجلس حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف، اليوم، مشادة دبلوماسية، بعد أن قاطع ممثل الوفد الإيراني خطاب النائب السويدي من أصول إيرانية، علي رضا آخوندي، عقب وصفه مسؤولي النظام الإيراني بأنهم "ظالمون".
ووفقًا لمصادر دبلوماسية، جاءت المقاطعة غير المعتادة خلال الدورة 58 للمجلس، حيث استند المندوب الإيراني إلى ما أسماه "عدم توافق الخطاب مع معايير المجلس"، في محاولة لوقف مداخلة آخوندي، الذي تحدث بدعوة من منظمة "يو إن ووتش" الحقوقية، بحسب ما ذكرت قناة "إيران إنترناشيونال"، اليوم الثلاثاء.
اتهم آخوندي، في خطابه، النظام الإيراني بممارسة القمع ضد شعبه، مشيرًا إلى أن تقارير مجلس حقوق الإنسان وثّقت عمليات سجن وتعذيب وإعدام، إضافة إلى الاعتداءات الجنسية على النساء.
وأضاف: "أي نظام يبقى في السلطة عبر القمع لا يتمتع بالشرعية"، متسائلًا: "إذا لم تتحركوا ضد هؤلاء الظالمين، فما الرسالة التي توجهونها إلى المظلومين؟".
وعند مقاطعته من قبل الوفد الإيراني، استغل آخوندي الموقف ليؤكد: "هذا ما أريد أن يراه العالم... مسؤولو النظام الإيراني احتجزوا 90 مليون مواطن رهائن، وسلبوا منهم أبسط حقوقهم، ويحاولون إسكاتي لأن آيات الله يخشون الحقيقة".
تسجيل سري لانتهاكات البهائيين
وفي جلسة جانبية لمناقشة أوضاع المجتمع البهائي في إيران، تم ضبط أحد أعضاء الوفد الإيراني أثناء تسجيله الجلسة سرًا، في انتهاك للوائح المجلس.
وبعد تدخل موظفي الأمم المتحدة، اضطر المندوب الإيراني إلى حذف التسجيل تفاديًا للطرد من القاعة، إذ تحظر قوانين المجلس تسجيل الجلسات الجانبية إلا من قبل الصحفيين المعتمدين.
شهد اليوم الثلاثاء نشاطًا مكثفًا للوفد الإيراني والمنظمات التابعة له، حيث حضر ثلاثة من أعضائه جلسة لمنظمة البهائيين الدولية ومنظمات حقوقية أخرى حول انتهاكات حقوق الإنسان في إيران.
وأعدت منظمة إيرانية غير حكومية معرضًا للصور بعنوان "تألق المرأة الإيرانية"، ضم 31 صورة، معظمها لنساء يعملن في الصناعات اليدوية، مع غياب أي صور للنساء في مجالات مهنية أو لمقاومة القمع.
محاولات لمنع التغطية الإعلامية
حاول أعضاء الوفد الإيراني عرقلة عمل الصحفيين، حيث استدعوا الأمن لمنع مراسل "إيران إنترناشيونال" من تغطية المعرض، متهمين إياه بمضايقتهم، إلا أن ضابط الأمن تحقق من أوراقه وأكد حقه في التصوير، طالبًا من الوفد الإيراني عدم التدخل في عمل الصحافة.
أكد ناشط حقوقي مشارك في الاجتماعات أن الوفد الإيراني كثّف جهوده أخيرًا لإقناع بعض الدول المترددة بالتصويت لطهران في قرارات مجلس حقوق الإنسان، وسط استمرار جلسات تقديم تقارير دولية تدين النظام الإيراني.
وخلال جلسة الثلاثاء، قدم فريق تقصي الحقائق الأممي والمقرر الخاص بحقوق الإنسان في إيران تقريريهما السنويين، فيما ردت الحكومة الإيرانية لاحقًا في محاولة لتفنيد الاتهامات.
وسُمح لمنظمات غير حكومية، بعضها موالٍ لطهران، بإبداء رأيها خلال مداخلات قصيرة لم تتجاوز 90 ثانية لكل منظمة.