"أسوشيتد برس": عمال العالم يصرخون ضد الفقر والتمييز وسياسات الإقصاء

نزل الآلاف من العمال والمتظاهرين إلى الشوارع في العديد من مدن العالم كان منها طوكيو وتايبيه ومانيلا، وشيكاغو ولوس أنجلوس وغيرها، للاحتفال بعيد العمال في الأول من مايو، وكذلك للتعبير عن قلقهم العميق من سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن استقرار الاقتصاد العالمي.

أشارت وكالة "أسوشيتد برس"، الخميس، إلى أن سياسات ترامب، خاصة المتعلقة بالهجرة، والرسوم الجمركية، ونهجه المناهض للتنوع، شكّلت مصدرًا للقلق والغضب في عدة دول، ففي الولايات المتحدة، قال منظمو المسيرات إن احتجاجات هذا العام تركّز على الدفاع عن حقوق المهاجرين، والعاملين في الحكومة الفيدرالية، ومبادرات التنوع، باعتبارهم أول ضحايا لسياسات الإقصاء التي تبناها ترامب خلال ولايته.

تايوان

وفي تايوان، حذّر الرئيس لاي تشينج تي من تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية، في الوقت الذي روّج فيه لمشروع قانون بقيمة 410 مليارات دولار تايواني (نحو 12.8 مليار دولار أمريكي) لدعم الصناعة المحلية والحفاظ على استقرار سوق العمل، وتظاهر نحو 2500 نقابي أمام المكتب الرئاسي، رافعين شعارات تحذيرية من فقدان الوظائف بسبب سياسات ترامب الاقتصادية.

الفلبين

وتظاهر آلاف العمال في العاصمة الفلبينية مانيلا قرب القصر الرئاسي، مطالبين برفع الأجور وتوفير حماية أقوى للوظائف والشركات المحلية، في وقت أغلقت فيه الشرطة الشوارع بالحواجز الأمنية، واعتبر الزعيم النقابي مونج بالاتينو أن "سياسات ترامب وحروب الرسوم الجمركية تهدد الصناعات الفلبينية"، محذرًا من تداعيات خطيرة على الاقتصاد المحلي.

اليابان 

وفي اليابان، شهدت مسيرة عيد العمال في طوكيو ظهور شاحنة تحمل دمية ضخمة تُجسّد الرئيس الأمريكي السابق، وسط مطالب متعددة من المتظاهرين تراوحت بين زيادة الأجور، وتحقيق المساواة بين الجنسين، وتوفير الرعاية الصحية، وتقديم إغاثة للكوارث، ووقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا.

إندونيسيا 

في إندونيسيا، استقبل الرئيس برابوو سوبيانتو آلاف العمال الذين احتشدوا في حديقة النصب التذكاري الوطني بجاكرتا، وتعهد أمام الجماهير بأن تبذل حكومته أقصى الجهود للقضاء على الفقر في البلاد، ومن جانبه، قال رئيس اتحاد النقابات سعيد إقبال إن نحو 200 ألف عامل شاركوا في مسيرات عيد العمال في مختلف أنحاء البلاد، مطالبين بإلغاء قوانين الاستعانة بمصادر خارجية، وزيادة الأجور، وحماية حقوق العمال المنزليين والمهاجرين.

لوس أنجلوس

وفي الولايات المتحدة، من المتوقع أن تستضيف مدينة لوس أنجلوس واحدة من أكبر فعاليات عيد العمال عالميًا هذا العام، ورفعت إحدى اللافتات شعار اليوم: "نضال واحد، معركة واحدة- العمال يتحدون!"، في رسالة تعكس وحدة الصف بين مختلف الفئات العمالية.

 وقالت أبريل فيريت، رئيسة الاتحاد الدولي لموظفي الخدمات الذي يضم أكثر من مليوني عامل، إن العمال اليوم "يناضلون ضد المليارديرات والسياسيين الذين يسعون لتقسيمهم بالخوف والكراهية"، مشددة على أن "أي هجوم على العمال المهاجرين هو هجوم على جميع العمال".

يوم عالمي للكرامة

يُعتبر الأول من مايو مناسبة رمزية لتكريم كفاح الطبقة العاملة حول العالم، حيث تعود جذوره إلى حركة المطالبة بثماني ساعات عمل في الولايات المتحدة في أواخر القرن التاسع عشر.

ويُستغل هذا اليوم سنويًا لرفع الصوت بمطالب اجتماعية واقتصادية، تشمل تحسين ظروف العمل، وضمان الأجور العادلة، وحماية الحقوق النقابية، وفي السنوات الأخيرة، باتت المناسبة أيضًا مساحة للتعبير عن المواقف السياسية والاحتجاج على السياسات التي تُهدّد المكتسبات الاجتماعية، كما بدا جليًا في احتجاجات هذا العام التي صبّت غضبها على إرث ترامب وسياسات التمييز والفصل بين البشر.