ماليزيا تندد بفظائع غزة وتدعو "آسيان" لكسر الصمت الدولي
ماليزيا تندد بفظائع غزة وتدعو "آسيان" لكسر الصمت الدولي
ندد وزير الخارجية الماليزي محمد حسن، اليوم الأحد، بما وصفه بـ"الفظائع" المرتكبة في قطاع غزة، معتبراً أن ما يجري يعكس "لامبالاة وازدواجية معايير" المجتمع الدولي تجاه معاناة الشعب الفلسطيني.
جاءت تصريحاته الحادة قبيل قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) المقررة غداً الاثنين في العاصمة كوالالمبور، والتي تستضيفها ماليزيا بصفتها الرئيس الدوري للرابطة هذا العام، وفق وكالة "فرانس برس".
وألقى الوزير الماليزي كلمته خلال اجتماع وزراء خارجية دول آسيان العشر، محذراً من أن ما يحدث في غزة هو "نتيجة مباشرة لتآكل حرمة القانون الدولي".
وشدد على أن "رابطة آسيان لا يمكن أن تظل ملتزمة الصمت إزاء هذه المأساة"، داعياً إلى موقف موحد من الدول الأعضاء بشأن الانتهاكات التي تطول المدنيين الفلسطينيين، في ظل تصعيد إسرائيلي متواصل منذ أسابيع.
تصعيد إسرائيلي وانتقادات دولية
يأتي هذا الموقف الماليزي في وقت تواصل فيه إسرائيل قصفها المكثف على قطاع غزة، الذي شهد منذ بداية مايو تصعيداً خطراً، وسط مناشدات دولية متكررة للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين، بعد أن خففت إسرائيل جزئياً الحصار الشامل الذي فرضته على القطاع منذ 2 مارس الماضي.
وأشار محمد حسن إلى أن موقف بلاده يأتي في سياق تضامن متجذر مع القضية الفلسطينية، حيث لا تقيم ماليزيا ذات الغالبية المسلمة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وتُعد كوالالمبور من أبرز العواصم المؤيدة لحقوق الفلسطينيين في جنوب شرق آسيا، وقد قدمت منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 مساعدات إنسانية تجاوزت قيمتها 10 ملايين دولار إلى سكان قطاع غزة.
مواقف سابقة لرابطة آسيان
وكان وزراء خارجية آسيان قد أعربوا في بيان مشترك صدر في فبراير الماضي عن "دعمهم الراسخ للحقوق الفلسطينية المشروعة"، وهو موقف أعاد الوزير الماليزي التذكير به في ظل فظاعة المشهد الإنساني المتدهور في القطاع.
واندلعت الحرب عقب الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وأسفر عن مقتل 1,218 شخصاً في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، إضافة إلى خطف 251 رهينة، لا يزال 57 منهم في غزة، بينهم 34 تؤكد إسرائيل أنهم قضوا.
وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين 53,901، وفقاً لوزارة الصحة في قطاع غزة، من بينهم 3,747 سقطوا بعد استئناف القصف في 18 مارس عقب هدنة هشّة.
مطالبات بموقف إقليمي
أبرز وزير الخارجية الماليزي ضرورة أن ترفع دول آسيان صوتها إزاء ما يتعرض له المدنيون في غزة من انتهاكات جسيمة، مؤكداً أن المعايير المزدوجة والمواقف المترددة تساهم في تفاقم المعاناة.
وطالب بأن يتحول موقف الرابطة من الدعم الرمزي إلى ضغط دبلوماسي فاعل، بما يعزز احترام القانون الإنساني الدولي ويكبح جماح آلة الحرب الإسرائيلية.
تسعى ماليزيا، من خلال دورها الحالي في رئاسة آسيان، إلى حشد موقف إقليمي منسجم مع روح التضامن مع الشعوب المضطهدة، وفي طليعتها القضية الفلسطينية، التي تحتل مكانة محورية في الوجدان الماليزي الرسمي والشعبي.