وزير ألماني يطالب بمفاوضات "جدية" مع أمريكا بشأن الرسوم الجمركية
وزير ألماني يطالب بمفاوضات "جدية" مع أمريكا بشأن الرسوم الجمركية
دعا وزير المال الألماني لارس كلينغبايل، إلى الدخول في "مفاوضات جديّة" مع الولايات المتحدة، بعد التهديد الأخير الذي أطلقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المئة على الواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي.
وأوضح كلينغبايل في تصريح لصحيفة "بيلد" الألمانية، اليوم الأحد، أنه ناقش هذه المسألة مع نظيره الأمريكي سكوت بيسنت، مؤكداً الحاجة إلى تهدئة التوتر وليس إلى "استفزازات إضافية".
جاء تهديد ترامب، يوم الجمعة، حيث أعلن أن "المباحثات مع الاتحاد الأوروبي لا تقود إلى أي نتائج"، مضيفاً أن الرسوم الجمركية الجديدة ستدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الأول من يونيو، ما يمنح بروكسل مهلة أسبوع واحد فقط قبل أن تبدأ التداعيات الاقتصادية في الظهور.
وفي حال تطبيق هذه الرسوم، سترتفع بشكل كبير من النسبة الحالية البالغة 10%، ما يُنذر بموجة تصعيد تجاري جديدة بين اثنتين من كبريات الكتل الاقتصادية في العالم.
أضرار مشتركة ومخاوف
حذّر كلينغبايل من أن "الرسوم الجمركية الأمريكية تعرّض الاقتصاد الأمريكي للخطر بنفس القدر الذي تُعرض به اقتصاد ألمانيا وأوروبا"، مضيفاً أن أي خطوات أحادية الجانب ستنعكس سلباً على النمو العالمي.
وتراجعت أسواق الأسهم مباشرة بعد تصريحات ترامب، وسط تنامي القلق من تداعيات محتملة على الاقتصاد الدولي، كما انخفض سعر الدولار الأمريكي بفعل تلك التصريحات العدائية.
وردّ مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي ماروس سيفكوفيتش على تهديد ترامب بتأكيد التكتل على التزامه بالتوصل إلى "اتفاق مفيد للطرفين"، مشدداً على أن العلاقات التجارية "يجب أن تُبنى على الاحترام المتبادل وليس على التهديدات".
وبدوره، أشار كلينغبايل إلى أن ألمانيا تقف خلف النهج الأوروبي في التعامل مع هذا الملف، قائلاً: "نحن متحدون كأوروبيين وعازمون على تمثيل مصالحنا".
قلق من سياسة الحمائية
وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه العالم تحولات اقتصادية كبرى، ويبدو أن عودة الخطاب الحمائي من قبل ترامب تعيد للأذهان توترات الحرب التجارية التي اندلعت خلال فترة رئاسته السابقة، خصوصاً مع الصين والاتحاد الأوروبي.
ويرى مراقبون أن أي تصعيد جديد قد يهدد تعافي الاقتصاد العالمي الذي لا يزال هشاً بعد تداعيات جائحة كورونا والصراعات الجيوسياسية.