مفوضية اللاجئين: أفغانستان غير قادرة على استيعاب النازحين العائدين
مفوضية اللاجئين: أفغانستان غير قادرة على استيعاب النازحين العائدين
أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلق بالغ إزاء التدهور المستمر في الأوضاع الإنسانية بأفغانستان، في ظل عجز البلاد المتزايد عن استيعاب الأعداد الكبيرة من اللاجئين العائدين من دول الجوار.
وقالت المفوضية، في بيان اليوم الأربعاء، إن الأزمة تفاقمت مع عودة أكثر من 3 ملايين لاجئ أفغاني خلال السنوات الأخيرة، معظمهم من إيران وباكستان، حيث لم يجدوا بلادهم كما تركوها، بل واجهوا نقصًا في الغذاء، والسكن، والرعاية الصحية، وسط اقتصاد يترنح تحت وطأة الانهيار، لافتة إلى أن هذه العودة الكثيفة فاقمت الضغط على ما تبقى من البنية التحتية الهشة والموارد الشحيحة داخل البلاد، بحسب وكالة خاما برس الأفغانية.
تراجع الدعم الدولي
سجلت المفوضية انخفاضًا "مقلقًا" في الدعم الإنساني، موضحة أنه لم يتم تأمين سوى 25% فقط من المبلغ المطلوب للعمليات الإنسانية هذا العام، والبالغ 216 مليون دولار.
هذا العجز الحاد في التمويل يهدد بتوقف خدمات أساسية تقدمها المفوضية للأفغان الأكثر ضعفًا، بمن فيهم النساء والأطفال، ممن يعتمدون على المساعدات للبقاء.
الخطر يطرق الأبواب
حذّرت المفوضية من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى كارثة إنسانية، خصوصًا مع استمرار تدفق العائدين في غياب أي خطط وطنية كافية أو قدرة استيعابية لدى المؤسسات الأفغانية المحلية.
وفي ظل هذا المشهد، تصبح الأسر العائدة فريسة للفقر، والتشرد، والانكشاف على الأزمات المناخية والصحية.
منذ سيطرة "طالبان" على الحكم في أغسطس 2021، تواجه أفغانستان أزمة إنسانية مركبة تشمل انهيار الاقتصاد، وتقييد وصول النساء إلى التعليم والعمل، وتوقف جزئي للمساعدات الدولية.
ودفعت سياسات الترحيل القسري من باكستان وإيران ملايين الأفغان إلى العودة دون ضمانات كافية لحمايتهم أو إعادة إدماجهم، ومع انسحاب تدريجي للداعمين الدوليين تواجه البلاد فجوة تمويلية تهدد حياة الملايين وتجعل من أزمة العائدين قنبلة إنسانية موقوتة.