الأمم المتحدة: احتجاز موظفينا في اليمن "أمر مشين" ويجب وقفه فوراً

عامان من الاحتجاز التعسفي

الأمم المتحدة: احتجاز موظفينا في اليمن "أمر مشين" ويجب وقفه فوراً
رجل وطفله بين أنقاض منزلهما في اليمن

جدّد كل من هانس غروندبرغ، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، وجويس مسويا، مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية، الدعوة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن موظفي الأمم المتحدة المحتجزين تعسفيًا في اليمن، واصفين استمرار احتجازهم بأنه "أمر مشين ولا يمكن القبول به".

وفي إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي يوم الخميس، كشف غروندبرغ أن عشرات الموظفين من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لا يزالون رهن الاحتجاز على يد جماعة أنصار الله (الحوثيين)، بعضهم منذ عام 2021، وآخرون منذ عام 2025 وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وقال: “أطالب مجددًا، وبأقوى العبارات، بالإفراج عنهم. سأواصل المطالبة بذلك حتى يعودوا إلى أسرهم سالمين”.

ودعا أعضاء مجلس الأمن إلى استخدام نفوذهم الدبلوماسي والضغط على أنصار الله للإفراج غير المشروط عن جميع المحتجزين.

تصعيد عسكري وقيود مشددة 

أشار غروندبرغ إلى أن الأعمال العدائية في البحر الأحمر توقفت بعد اتفاق بين الولايات المتحدة وأنصار الله، إلا أن الشهر الماضي شهد هجمات شنتها الجماعة على أهداف في إسرائيل، تبعتها غارات إسرائيلية على موانئ يمنية ومطار صنعاء.

وحذر من أن اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين يُمنعون من السفر لأداء فريضة الحج أو تلقي العلاج، بعد تعطل الرحلات الجوية من مطار صنعاء.

وأضاف المبعوث الأممي: “هناك إجماع إقليمي على أن التسوية التفاوضية وحدها يمكن أن تنهي الصراع، لكن الوقت ليس في صالحنا".

وتحدّث عن هشاشة خطوط التماس في مأرب والضالع والحديدة ولحج وتعز، محذرًا من خطر اندلاع مواجهات عنيفة في أي لحظة، رغم بوادر إيجابية مثل إعادة فتح طريق الضالع الحيوي بين عدن وصنعاء.

نصف السكان يعانون الجوع

من جانبها، أكدت جويس مسويا أن 23 موظفًا أمميًا ما زالوا محتجزين تعسفيًا لدى جماعة أنصار الله، مطالبة بالإفراج عنهم دون شروط. كما رحّبت بإعادة فتح طريق الضالع، مشيرة إلى أنه يختصر وقت السفر بين المدن بـ6 إلى 7 ساعات، ما يسهل الوصول إلى الخدمات الطبية والأسواق.

وأوضحت أن الصورة الإنسانية العامة لا تزال قاتمة في اليمن، إذ يعاني أكثر من 17 مليون يمني من انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي ما يعادل نصف سكان البلاد.

وقالت مسويا: "سوء التغذية ينهش أجساد 1.3 مليون امرأة حامل ومرضعة، و2.3 مليون طفل دون سن الخامسة، وبدون دعم مستدام، قد ينزلق نحو 6 ملايين شخص آخر إلى مراحل الطوارئ."

وأوضحت أن نقص التمويل يعيق الاستجابة الإنسانية، داعية إلى تمويل واسع ومرن يلبي الاحتياجات الفعلية.

مطالب بتمويل كافٍ وحماية العاملين الإنسانيين

دعت مسويا أعضاء مجلس الأمن إلى السير على خطى اجتماع كبار المسؤولين الإنسانيين في بروكسل، عبر توفير دعم مالي حقيقي ومواصلة الضغط السياسي من أجل: إطلاق سراح جميع المحتجزين من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، وضمان وصول آمن ومستدام للمساعدات، ودعم جهود التسوية السياسية العادلة والشاملة.

وأكدت في ختام إحاطتها أن "الأمل لا يزال قائمًا في اليمن... إذا امتلكنا الإرادة والموارد اللازمة".

يشهد اليمن أزمة متعددة الأبعاد منذ اندلاع النزاع بين الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي وجماعة أنصار الله عام 2015. وعلى مدار سنوات، تسببت الحرب في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم وفق الأمم المتحدة، حيث يعتمد أكثر من 21 مليون يمني على المساعدات.

وفي ظل انقسامات سياسية وعسكرية، وتصعيد إقليمي متكرر، تواجه المنظمات الإنسانية تحديات متزايدة، من بينها قيود على التنقل، ونقص تمويل، واحتجاز العاملين في المجال الإنساني، ما يهدد بتفاقم معاناة المدنيين بشكل غير مسبوق.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية