"وفا": شهداء ومصابون بينهم أطفال في استهداف منتظري المساعدات بغزة

"وفا": شهداء ومصابون بينهم أطفال في استهداف منتظري المساعدات بغزة
نقطة توزيع مساعدات في غزة - أرشيف

استشهد وأصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين، بينهم أطفال، منذ فجر اليوم الاثنين، جراء القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي والرصاص الحي الذي طال مناطق متفرقة من قطاع غزة، في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية بسبب الحصار ونقص الغذاء، في حين تواصل قوات الجيش الإسرائيلي استهداف المدنيين في مراكز توزيع المساعدات.

وأفادت مصادر طبية محلية بأن قوات الجيش الإسرائيلي استهدفت قارب صيد فلسطيني قبالة ساحل مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد صيادَين وفقدان ثالث، في جريمة جديدة ضد المدنيين العاملين في سبل العيش، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

ويُعد استهداف الصيادين، الذين كانوا يمارسون عملهم في نطاق محدود أُقر ضمن "تفاهمات التهدئة" السابقة، خرقًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني، ويعكس استمرار سياسة العقاب الجماعي بحق سكان القطاع.

شهداء بين منتظري المساعدات

استشهد ثلاثة مواطنين وأُصيب 20 آخرون بجروح متفاوتة، في حين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية قرب منطقة "العلم" غربي مدينة رفح، جنوبي القطاع، حيث فتحت قوات الجيش الإسرائيلي النار باتجاه الحشود المتجمعة، في تكرار لمشاهد المذبحة اليومية بحق الجوعى.

وأُصيب 10 مواطنين آخرين في منطقة غرب بيت لاهيا شمال غزة، جراء إطلاق النار على المدنيين أثناء انتظارهم للطعام، في ظل انهيار كامل للمنظومة الإغاثية وتراجع قدرة المنظمات الأممية على العمل الميداني.

وواصلت مدفعية الجيش الإسرائيلي استهدافها للمناطق الشرقية من مدينة غزة، وخاصة في أحياء التفاح، والزيتون، والشجاعية، ما أدى إلى وقوع إصابات جديدة بين السكان.

كما تعرض محيط مستشفى ناصر في خان يونس لقصف عنيف، ما يهدد حياة مئات الجرحى والكوادر الطبية التي تعمل في ظروف غير إنسانية، وسط نقص حاد في المستلزمات الطبية وتوقف غالبية المستشفيات عن العمل.

وتشهد المناطق الشمالية الغربية من بيت لاهيا قصفًا مدفعيًا مكثفًا، ضمن سياسة الأرض المحروقة التي ينفذها الاحتلال في مناطق مأهولة بالسكان النازحين.

أكثر من 55 ألف شهيد

منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، استشهد 55,362 مواطنًا على الأقل، أغلبيتهم من النساء والأطفال، فيما أُصيب 128,741 آخرون، في حصيلة لا تزال غير نهائية، إذ ما يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الشوارع، دون قدرة طواقم الإسعاف على الوصول إليهم.

وتواصل قوات الجيش الإسرائيلي ارتكاب مجازر يومية بحق الجياع والفقراء المنتظرين للمساعدات، في ظل فشل المجتمع الدولي في توفير ممرات آمنة أو حماية إنسانية.

واستشهد أكثر من 150 مواطنًا فلسطينيًا منذ بدء العمل بآلية توزيع المساعدات في 27 مايو 2025، إضافة إلى عشرات المصابين، جراء إطلاق النار المباشر والعشوائي على أماكن التجمعات.

وتحوّلت مراكز توزيع المساعدات التابعة لما تُعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، ذات التمويل الإسرائيلي الأمريكي والمرفوضة دوليًا، إلى مصائد للقتل الجماعي، حيث يتم استهداف المدنيين بصورة مباشرة، في ظل اتهامات للجيش الإسرائيلي باستغلال هذه المراكز كوسيلة لامتهان كرامة الفلسطينيين ودفعهم قسرًا نحو النزوح.

كارثة إنسانية تتفاقم

يُحذر خبراء أمميون ومنظمات إنسانية من كارثة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني إنسان تحت الحصار والقصف، ويواجهون خطر الموت جوعًا أو قصفًا أو مرضًا.

وتدعو الفصائل الفلسطينية ومؤسسات حقوق الإنسان إلى تدخل دولي فوري، لوقف استهداف مراكز المساعدات، وتوفير ممرات إنسانية آمنة، وإجبار الاحتلال على احترام القانون الدولي والإنساني.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية