عشرات الآلاف من الإسرائيليين عالقون في الخارج بعد إغلاق المجال الجوي

عشرات الآلاف من الإسرائيليين عالقون في الخارج بعد إغلاق المجال الجوي

لا يزال أكثر من 100,000 مواطن إسرائيلي عالقين في الخارج، في ظل استمرار إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي عقب الضربة العسكرية واسعة النطاق التي شنتها تل أبيب ضد طهران، ضمن التصعيد غير المسبوق بين البلدين.

وأكد مسؤول إسرائيلي رفيع في وزارة الخارجية، الاثنين، أن عدد الإسرائيليين العالقين في الخارج يتجاوز 100 ألف شخص، في وقت لا تزال فيه حركة الطيران المدني متوقفة تمامًا، وسط تحذيرات من أن العودة ستكون "محدودة وتدريجية"، دون توفير جدول زمني دقيق لكل الراغبين في العودة على المدى القريب، وفق موقع "واينت" العبري.

وفي موازاة ذلك، أشارت سلطات الموانئ الجوية إلى أن أكثر من 35 ألف سائح أجنبي في إسرائيل باتوا غير قادرين على مغادرة البلاد، بسبب استمرار إغلاق الأجواء الإسرائيلية منذ فجر السبت، عقب تصاعد التوترات بين تل أبيب وطهران إلى مستويات عسكرية غير مسبوقة.

خطة إنقاذ جوية 

قدّمت وزيرة النقل الإسرائيلية ميري ريغيف خطة طوارئ بعنوان "عودة آمنة"، تهدف إلى تنظيم عملية عودة الإسرائيليين من الخارج عبر رحلات مجدولة تنطلق من عدة نقاط في أوروبا والولايات المتحدة والشرق الأوسط.

وبحسب الخطة، من المقرر بدء أولى الرحلات خلال 72 ساعة، بحيث يتم تشغيل رحلتين في الساعة، بمجموع 48 رحلة يومية خلال ساعات النهار فقط، ما يعني أن نحو 8000 مسافر يمكن إعادتهم يوميًا.

وسيشمل الدعم اللوجستي توفير طائرات إضافية عبر شركات طيران خاصة أو دول حليفة، مع التركيز على مطارات بديلة مثل أثينا، وبودابست، وروما، وعمان، لتنظيم حركة الصعود والنزول بأقل مخاطرة أمنية ممكنة.

تحذيرات من العودة البرية

وفي تطور مقلق، أطلق "مجلس الأمن القومي الإسرائيلي"، الأحد، تحذيرًا رسميًا للمواطنين العالقين في الخارج من محاولة العودة عبر المعابر البرية من الأردن أو سيناء في مصر، مشيرًا إلى وجود "مخاطر أمنية عالية على الطرقات البرية في ظل الوضع الإقليمي المتوتر".

كما دعت سلطات المطارات العالقين إلى تجنّب التوجه إلى قبرص، بعد تكدس مئات العائدين في مطار لارنكا ومحاولة البعض استخدام وسائل بحرية غير منظمة للعودة إلى ميناء حيفا أو عسقلان.

يُذكر أن إسرائيل أعلنت إغلاق مجالها الجوي بالكامل فجر السبت، بعد تنفيذها هجومًا عسكريًا غير مسبوق داخل إيران استهدف منشآت استراتيجية قرب أصفهان وطهران، ما دفع طهران إلى إطلاق رشقة من الصواريخ والطائرات المُسيّرة باتجاه العمق الإسرائيلي.

ورغم تصدي الدفاعات الجوية الإسرائيلية لأغلب الهجمات، فإن مطار بن غوريون وأغلب المطارات المدنية والعسكرية أُغلقت أمام الملاحة الجوية، بقرار من مجلس الأمن القومي، في إجراء وقائي وصف بأنه "الردع الجوي الداخلي".

ضغط شعبي متزايد

وفي ظل تزايد أعداد العالقين، تواجه الحكومة الإسرائيلية انتقادات متصاعدة من أهالي المسافرين، الذين اعتبروا أن الدولة فشلت في تقديم استجابة سريعة، خاصة أن التصعيد العسكري كان متوقعًا منذ أيام.

وطالبت عدة منظمات مجتمع مدني بإعلان جدول زمني دقيق ومحدث لرحلات العودة، وتحميل الجهات الحكومية مسؤولية سلامة العالقين، لا سيما من المرضى وكبار السن والأطفال، الموجودين في مطارات وبلدان لا توفر لهم رعاية كافية.

وعلى الرغم من بدء التحضيرات لعودة تدريجية، فإن مصير الآلاف من العالقين لا يزال غير واضح، لا سيما أولئك الموجودين في مناطق بعيدة، أو في دول لا توجد فيها رحلات مباشرة إلى إسرائيل.

كما لم تعلن وزارة الخارجية بعد عن أي تعاون دولي رسمي مع دول أوروبية أو عربية لتسهيل عمليات الإجلاء أو تسيير رحلات خاصة، فيما اكتفت بإصدار تعليمات عامة للمواطنين عبر موقعها الإلكتروني.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية