الأمم المتحدة تدين الهجوم الروسي على كييف وتحذر من الكلفة البشرية

الأمم المتحدة تدين الهجوم الروسي على كييف وتحذر من الكلفة البشرية
آثار الغارات الروسية في أوكرانيا

أدانت الأمم المتحدة بشدة الهجمات الروسية المكثفة التي استهدفت عدة مدن أوكرانية، الثلاثاء، والتي أسفرت عن مقتل 21 مدنيًا على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين في كييف وحدها، في أعنف هجوم تتعرض له العاصمة الأوكرانية منذ نحو عام.

وأفادت بعثة الأمم المتحدة لرصد حقوق الإنسان في أوكرانيا بأن الهجوم استهدف أكثر من 30 موقعًا في سبعة أحياء بكييف، مشيرة إلى أن الهجوم تميز بنمط تكتيكي خطِر: إطلاق صواريخ بعيدة المدى بالتزامن مع عدد كبير من الطائرات المسيرة على مناطق مكتظة بالسكان وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

المدنيون هم من يدفعون الثمن 

قالت دانييل بيل، رئيسة البعثة الأممية، إن "هجوم الليلة الماضية يُظهر خطر التكتيك الجديد الذي يجمع بين الصواريخ والطائرات المسيرة في آن واحد"، مؤكدة أن المدنيين هم من يدفعون الثمن الأكبر.

كما أدان ماتياس شمالي، منسق الشؤون الإنسانية في أوكرانيا، الهجمات الروسية، قائلاً: "لا ينبغي لشعب أوكرانيا أن يعيش رعب الملاذات والملاجئ كل ليلة. هذه الحرب تترك آثارًا مدمرة يومًا بعد يوم".

الأطفال في دائرة الاستهداف

وامتدت الهجمات لتشمل أوديسا الساحلية وزابوروجيا، حيث أصيب مدنيون وتعرضت روضة أطفال ومركز لذوي الاحتياجات الخاصة لأضرار بالغة، ما أثار قلقًا كبيرًا بشأن السلامة الجسدية والنفسية للأطفال.

وفي زابوروجيا، سُجلت إصابات عقب قصف مبانٍ سكنية، فيما هرعت فرق الطوارئ ووكالات الإغاثة إلى المواقع المتضررة لتقديم الرعاية الطارئة وتقييم الاحتياجات الإنسانية العاجلة.

وفقًا لتقارير البعثة الأممية، شمل الهجوم 440 طائرة مسيرة بعيدة المدى و32 صاروخًا أطلقتها القوات الروسية، منها 175 طائرة مسيرة و14 صاروخًا استهدفت كييف وحدها، لافتة أن هذه تعد المرة الرابعة هذا الشهر التي تطلق فيها روسيا مثل هذا العدد الكبير من الطائرات المسيرة والصواريخ في ليلة واحدة، بحسب البيان الأممي.

وحتى قبل هذا التصعيد، وثّقت البعثة 29 وفاة مدنية و126 إصابة جراء استخدام أسلحة بعيدة المدى خلال شهر يونيو وحده.

شمالي: "المدنيون ليسوا أهدافًا"

شدد المسؤول الأممي ماتياس شمالي على أن استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية محظور بموجب القانون الإنساني الدولي، قائلاً: "المدنيون، بمن فيهم الأطفال، يجب ألا يكونوا هدفًا. لا يجوز أبدًا تطبيع الحرب".

وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن حصيلة الضحايا المدنيين في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025 تجاوزت مثيلتها العام الماضي بنسبة تقارب 50%، ما يعكس تصعيدًا لافتًا في التكتيكات العسكرية المستخدمة.

أزمة اللاجئين تتعمّق

وسط هذا التصعيد، حذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من تفاقم الأزمة الإنسانية، إذ بلغ عدد الفارّين من أوكرانيا أكثر من 6.3 مليون شخص بحثًا عن الأمان في أوروبا منذ بدء الغزو الروسي واسع النطاق في فبراير 2022.

ودعت المفوضية الحكومات المستضيفة إلى الحفاظ على الوضع القانوني للاجئين، مشددة على أن العودة يجب أن تكون "آمنة، كريمة، ومستدامة".

منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2023، تشهد أوكرانيا تحولًا تدريجيًا في طبيعة الهجمات، حيث باتت القوات الروسية تعتمد الضربات الجوية الليلية المكثفة باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع (شاهد-136) وصواريخ دقيقة التوجيه.

ويثير هذا النهج قلقًا دوليًا متزايدًا، إذ يؤدي إلى استنزاف البنية التحتية الحيوية ويضاعف أعداد الضحايا المدنيين.

كما يُستخدم أداةَ ترهيب استراتيجي تهدف إلى إضعاف المعنويات وزعزعة الاستقرار الداخلي في المدن الأوكرانية الكبرى، لا سيما العاصمة كييف، التي أصبحت هدفًا رئيسيًا لهجمات المسيرات منذ أواخر عام 2023.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية