"المجلس النرويجي": نظام الإيواء في غزة ينهار وتحذير من كارثة إنسانية وشيكة

"المجلس النرويجي": نظام الإيواء في غزة ينهار وتحذير من كارثة إنسانية وشيكة
تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة

انهار نظام الإيواء في قطاع غزة بشكل شبه تام، وفق ما أكده المجلس النرويجي للاجئين، اليوم الخميس، محذّرًا من أن مئات الآلاف من العائلات الفلسطينية باتت عرضة لخطر إنساني كارثي، وسط تصاعد موجات النزوح وغياب المأوى والحد الأدنى من المقومات الأساسية للحياة.

وأوضح المجلس في بيان رسمي، أن الانهيار المتسارع في أوضاع الإيواء يأتي بعد مرور ثلاثة أشهر على انهيار آخر اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، الذي انهار في 18 مارس الماضي، مشيرًا إلى أن تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية وغياب ممرات إنسانية آمنة أديا إلى حرمان النازحين من أبسط احتياجات الحماية والسكن.

وأكد البيان أن أكثر من 680 ألف شخص نزحوا منذ منتصف مارس، من بينهم 242 ألف نازح خلال الأسابيع الخمسة الماضية فقط، استنادًا إلى بيانات مجموعة إدارة المواقع، وهي هيئة إنسانية أممية مسؤولة عن تتبع حركة النزوح. 

إجبار السكان على الفرار

وتغطي أوامر التهجير الإسرائيلية أو التصنيفات العسكرية أكثر من 82% من مساحة قطاع غزة، ما يُجبر السكان على الفرار مرارًا وتكرارًا، دون وسائل أو مركبات، وأحيانًا سيرًا على الأقدام.

وقال يروين كوانجير، المنسق الوطني لمجموعة الإيواء في فلسطين، إن ما يواجهه القطاع الآن هو "حالة طوارئ عملياتية حادة، لكن الحل سياسي". 

وأضاف أن الجهات الإنسانية مستعدة للاستجابة وتقديم المساعدة "لكنها ممنوعة فعليًا من الوصول بسبب القيود"، مطالبًا بالسماح الفوري بدخول المساعدات ومواد الإيواء إلى داخل غزة.

انعدام مواد الإغاثة الأساسية

ولفت بيان المجلس النرويجي إلى أن مواد الإيواء لم تدخل غزة منذ الأول من مارس، بسبب الحصار الكامل الذي فرضته إسرائيل، والذي رغم تخفيفه جزئيًا في الأسابيع الأخيرة للسماح بدخول بعض المواد الغذائية والأدوية، لا تزال الخيام، والخشب، والأقمشة المشمعة ضمن المواد المحظورة.

وأكدت مجموعة الإيواء أن استمرار هذه القيود يقوّض القدرة على الاستجابة، وأن الوضع بات يتطلب إجراءات استثنائية وفورية لإنقاذ مئات الآلاف من النازحين.

وأشار التقرير إلى أن غالبية الملاجئ المؤقتة تتركز حاليًا في المدارس المدمرة، والساحات العامة، وأنقاض الأحياء، وغالبًا ما تُستخدم في إيواء أعداد تفوق قدرتها الاستيعابية. 

ويؤدي غياب البنية التحتية، وانقطاع المياه، ونقص الوقود إلى تحويل هذه الملاجئ إلى بؤر خطيرة على الصحة العامة، حيث تتهدد السكان الأوبئة والأمراض المعدية، إلى جانب تصاعد العنف القائم على النوع الاجتماعي في ظل الاكتظاظ وغياب الأمان.

وأضافت المجموعة أن 1.1 مليون شخص على الأقل بحاجة عاجلة إلى مساعدات إيواء طارئة، مشيرة إلى أن المخزون المتوفر لدى المنظمات الإنسانية بات شبه مستنفد بالكامل.

شهادات ميدانية من الشمال

من جهتها، قالت سلمى الطويل، مديرة مكتب المجلس النرويجي للاجئين في شمال غزة: "في المناطق القليلة التي نتمكن من الوصول إليها، تصل العائلات بلا شيء: لا فرش، ولا ملابس، ولا بطانيات، ولا حتى قطعة قماش تقي من الحر أو البرد".

وأضافت الطويل: "هذه ليست المرة الأولى التي يفرون فيها. كثير من العائلات تهجّرت للمرة السادسة أو السابعة. لم يعودوا يغادرون منازلهم، بل يغادرون الملاجئ.. وبدون مأوى، ينهار كل شيء".

وجدد المجلس النرويجي للاجئين دعوته إلى فتح ممرات إنسانية آمنة ومستقرة، والسماح بدخول المواد الإغاثية الضرورية، محذرًا من أن استمرار هذا الوضع دون تدخل "سيدفع بقطاع غزة نحو انهيار إنساني شامل".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية