"أوكسفام": سكان غزة يتضورون جوعاً بسبب آلية توزيع المساعدات الجديدة

"أوكسفام": سكان غزة يتضورون جوعاً بسبب آلية توزيع المساعدات الجديدة
أطفال فلسطينيون ينتظرون المساعدات - أرشيف

اتهمت مسؤولة الإعلام والاتصال في منظمة أوكسفام الدولية بقطاع غزة، الناشطة الإنسانية غادة الحداد، السلطات الإسرائيلية بالتسبب في تجويع الفلسطينيين عبر حرمانهم من المساعدات الإنسانية، مؤكدة أن كميات الإغاثة التي تصل إلى القطاع "ضئيلة للغاية ولا تفي بالحد الأدنى من احتياجات السكان".

وقالت الحداد في مداخلة هاتفية مع قناة "سكاي نيوز" البريطانية، اليوم الأربعاء، بأن الآلية الجديدة التي اعتمدتها إسرائيل لتوزيع المساعدات لم تُحدث أي فرق، بل أدت إلى نتائج كارثية على أرض الواقع.

وأضافت: "حذرنا منذ البداية من أن هذه الآلية غير فعالة وغير إنسانية، ومنذ تطبيقها، شهدنا عشرات الفلسطينيين يتضورون جوعاً، تحت الحصار ومنع الغذاء"، مشددة على أن النظام الحالي لتوزيع المساعدات "لا يراعي المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني".

المساعدات شبه معدومة

وأوضحت الحداد أن إسرائيل أغلقت جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة منذ شهر مارس الماضي، مشيرة إلى أن "الكمية القليلة التي تم إدخالها من المساعدات لا تُسمن ولا تغني من جوع"، ولا تلبي حتى الاحتياجات الأولية لسكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة.

وقالت: "ما يصل الآن لا يكفي لإطعام أحياء كاملة، دعك من التحدث عن توفير مياه نظيفة أو رعاية صحية أو تعليم. نتحدث عن أزمة وجودية تهدد الحياة في غزة".

وكانت منظمة أوكسفام واحدة من بين عدة منظمات إنسانية دولية حذرت من تداعيات خطيرة لسياسات الحصار ومنع المساعدات على الوضع الإنساني المتدهور في القطاع، الذي يعيش تحت حصار مشدد منذ أكثر من 17 عامًا، اشتدّ بشكل غير مسبوق بعد اندلاع الحرب الأخيرة.

وحذرت أوكسفام في تقارير سابقة من أن "منع دخول الغذاء والدواء والماء يعادل استخدام الجوع سلاحَ حرب، ما يُشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وقد يُعد جريمة حرب"، بحسب توصيفها.

واقع مأساوي وأرقام صادمة

وبحسب إحصاءات أممية، فإن أكثر من 80% من سكان غزة يعانون انعدام الأمن الغذائي، فيما تعيش آلاف الأسر على وجبة واحدة يوميًا أو لا شيء على الإطلاق، وسط عجز تام في منظومة الرعاية الصحية ونقص مزمن في المياه النظيفة والوقود والدواء.

وتصف منظمات إنسانية عدة الواقع في القطاع بأنه "كارثي وغير قابل للاستمرار"، مشيرة إلى أن تأخير أو تقييد دخول المساعدات أدى إلى وفاة عشرات الأطفال بسبب الجوع ونقص العلاج، بحسب توثيقات طبية وحقوقية.

ودعت غادة الحداد المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل والضغط على إسرائيل لفتح المعابر دون شروط، وتسهيل دخول المساعدات دون تأخير أو تسييس، مؤكدة أن "استمرار إغلاق المعابر يعني موتاً بطيئاً لعشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء، غالبيتهم من النساء والأطفال".

وأضافت أن "التقاعس الدولي والتغاضي عن هذه السياسات يجعل من المجتمع الدولي شريكًا في معاناة الفلسطينيين".

خلفية الصراع وأزمة المعابر

يُذكر أن إسرائيل فرضت إغلاقًا شاملًا على قطاع غزة منذ تصاعد العمليات العسكرية في أكتوبر 2023، وشددت هذا الحصار في مارس 2025، ما تسبب في انهيار شبه تام في كافة القطاعات الحيوية.

وتُتهم إسرائيل بمنع دخول المواد الأساسية، وفرض آليات معقدة وصارمة للتفتيش والتحقق، تؤخر وصول المساعدات الحيوية، وتُقيد عمل المنظمات الإنسانية.

وعدّت الأمم المتحدة أخيرًا “استخدام الغذاء سلاحاً” جريمة حرب بموجب القانون الدولي، مطالبة بالسماح الفوري وغير المشروط بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية