"أكشن إيد": نقاط توزيع المساعدات في غزة تحوّلت إلى فخ مميت

أعربت منظمة "أكشن إيد" الدولية عن صدمتها العميقة إزاء استمرار سقوط الضحايا المدنيين في قطاع غزة، نتيجة ما وصفته بـ"مخطط توزيع المساعدات القاتل" الذي تديره الولايات المتحدة وإسرائيل عبر ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية".

وأعلنت المنظمة، في بيان رسمي صدر، اليوم السبت، أن أكثر من 516 فلسطينيًا استشهدوا خلال شهر واحد فقط أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات، وقالت إن هذه النقاط، التي أُقيمت بادعاء تقديم الإغاثة الإنسانية، تحوّلت عمليًا إلى مصائد موت تحاصر الجائعين والنازحين.

انتهاك للمبادئ الإنسانية

وأكد البيان أن هذا المخطط ينتهك المبادئ الإنسانية الأساسية، خصوصًا مبادئ الحياد، وعدم الانحياز، والاستقلالية، مضيفًا أن ما يجري على الأرض لا يمكن اعتباره عملًا إنسانيًا بأي حال من الأحوال.

وشددت "أكشن إيد" على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية فورًا من قطاع غزة، وإنهاء الحرب بشكل دائم، مطالبة بإرساء نظام إغاثة مستقل وفعّال، لا يخضع لإدارة المتعاقدين المسلحين أو القوات العسكرية، بل يضمن وصول المساعدات بشكل آمن وغير مشروط إلى من هم بأمسّ الحاجة لها.

وفي تصريح مؤلم عبّرت رهام جعفري، مسؤولة التواصل والمناصرة في "أكشن إيد/فلسطين"، عن حجم الكارثة بقولها: "بينما ينشغل العالم بالتصعيد السياسي، يُنسى سكان غزة الذين يسيرون أميالًا للحصول على لقمة عيش، ثم يواجهون الرصاص بدلًا من الخبز. هذه ليست عملية إنسانية.. إنها فخ موت صريح".

رفضت عسكرة المساعدات

ورفضت المنظمة استغلال المساعدات كغطاء عسكري أو أداة ضغط سياسي، معتبرة أن توزيع الطعام والسوائل يجب ألا يتم في بيئة تحكمها البنادق والتهديد، مطالبة بوقف عسكرة العمل الإنساني فورًا، وبفتح ممرات إنسانية حقيقية تحت إشراف أممي.

أطلقت الولايات المتحدة وإسرائيل في مايو 2025 مبادرة لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، في ظل حرب متواصلة أدت إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون فلسطيني ودمار واسع في البنية التحتية.

وتزامنت هذه المبادرة مع انتقادات دولية لأسلوب توزيع المساعدات داخل مناطق عسكرية خاضعة لحراسة مشددة من متعاقدين أمنيين، ورغم الإعلان عن نية توفير الغذاء والدواء، سُجلت عشرات الحوادث التي سقط فيها مدنيون أثناء محاولتهم الاقتراب من نقاط التوزيع.

وتقول منظمات إغاثة إن غياب التنسيق مع هيئات إنسانية حيادية حوّل نقاط الإغاثة إلى مساحات خطر دائمة، تنتهك مبادئ العمل الإنساني الدولي.