استشهاد 16 فلسطينياً بغارات إسرائيلية استهدفت مخيمات للنازحين في غزة

ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين جراء الغارات الإسرائيلية المكثفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، منذ فجر اليوم السبت، إلى 16 شهيدًا، وفق ما أفاد مصدر طبي في مستشفيات غزة، في وقت تواصلت فيه الغارات والقصف المدفعي والجوي مستهدفة مخيمات نازحين، ومدارس، ومحيط مستشفيات في القطاع المحاصر.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بأن الطيران المروحي الإسرائيلي نفذ غارة استهدفت خيمة نازحين لعائلة "أبو طعيمة" في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، أسفرت عن استشهاد أربعة أشخاص بينهم ثلاثة أشقاء، وإصابة آخرين بجراح متفاوتة.

واستهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية خيمة أخرى للنازحين قرب المستشفى البريطاني في المواصي، ما أسفر عن إصابة ستة أشخاص، في حين واصلت الجرافات والآليات الإسرائيلية نسف مبانٍ سكنية شرق مدينة خان يونس، ضمن سياسة التدمير الواسع التي تنتهجها قوات الاحتلال في المناطق التي أعادت اجتياحها جنوب القطاع.

قصف ومزيد من الضحايا 

في مدينة غزة، استشهد طفل وأصيب 10 آخرون جراء غارة استهدفت مدرسة عدنان العلمي شمال غرب المدينة، كانت تؤوي عائلات نازحة. كما شنت الطائرات الحربية غارتين شرق المدينة، وتزامن ذلك مع قصف مدفعي على الأحياء الشرقية، وقصف من الزوارق الحربية الإسرائيلية باتجاه شواطئ المدينة.

وفي وسط القطاع، استشهد شخصان من عائلة الحميدي في غارة إسرائيلية استهدفت مجموعة من المدنيين شرق مدينة دير البلح.

أما في شمال القطاع، فقد أشار مجمع الشفاء الطبي إلى مقتل طفلين في قصف على بلدة جباليا، حيث شنت القوات الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية على المناطق الشرقية للبلدة، بالتوازي مع إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية على شرق جباليا البلد، وقصف مدفعي استهدف شارع غزة القديم.

مشاهد مأساوية بمناطق القصف 

أظهرت مشاهد ميدانية مؤلمة جهوداً بدائية يقوم بها الأهالي لانتشال جثامين الضحايا والمفقودين من تحت الرمال في مناطق القصف، حيث أدت الغارات إلى دفن الخيام والأجساد تحت الركام والرمال، وسط نقص شديد في المعدات والآليات وتردي الأوضاع الإنسانية.

ومن جهتها، نددت منظمة "أطباء بلا حدود" بتكرار "الفظائع" في مواقع توزيع الغذاء في غزة، محمّلة ما وصفته بـ"المخطط الإسرائيلي الأمريكي" مسؤولية إذلال المدنيين الفلسطينيين وتجويعهم عمداً.

وأكدت المنظمة الدولية أن "مخطط توزيع الغذاء الحالي الذي تتبناه إسرائيل بالتعاون مع مؤسسة أمريكية لا يتوافق مع المبادئ الإنسانية، ويجري تنفيذه خارج إطار التنسيق مع الأمم المتحدة"، مطالبة بالعودة إلى نظام المساعدات المعتمد إنسانياً والمنسق أممياً.

أزمة إنسانية خانقة

تأتي هذه التطورات في إطار الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي اندلعت عقب هجوم حركة حماس على المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بغزة. 

وأسفرت الحرب، حتى اليوم، عن استشهاد أكثر من 56 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد على 132 ألف آخرين، وتدمير واسع للبنية التحتية في القطاع، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

ولا تزال غالبية السكان البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة يرزحون تحت الحصار والنزوح والجوع، وسط عجز دولي متزايد عن كبح جماح آلة الحرب الإسرائيلية.